قنوات التليفزيون عندنا مشغولة للغاية بالإعلانات المملة التى تطارد بها المشاهدين، والتى تتخللها بعض المقاطع من الدراما التليفزيونية، والزحام -حتى مع اقتراب شهر رمضان من نهايته- مازال شديدا لدرجة أن قنوات التلفزيون لا تجد فرصة لتقوم بدورها فى تنبيه المشاهد إلى مخاطر «كورونا» فى هجمتها الحالية الشرسة، ولا لضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ولا بأهمية أخذ اللقاح!!
كان هذا الأمر ممكنا حين سار شعور كاذب بأن الأزمة قاربت على الانتهاء وأن الفيروس يتراجع، أو حين انتشرت تحليلات لا أساس لها بأن شعوب المناطق الأكثر دفئا يملكون مناعة أكبر من غيرهم فى المناطق الباردة كأوروبا وأمريكا وروسيا وغيرها!!
وكان هذا الأمر ممكنا حين كانت الأوضاع تبدو شبه طبيعية مع استمرار الدراسة وعمل المطاعم والمقاهى والأندية بلا قيود إلا طلب الالتزام بالإجراءات الاحترازية «وهو ما لم يحدث!!».
لكن.. ماذا بعد أن تغيرت الصورة، وتحركت مؤسسات الدولة لمواجهة مخاطر موجة ثالثة تبدو أشد خطرا وأوسع انتشارا؟ وماذا بعد أن صدرت القرارات التنظيمية الأخيرة.. بداية من انهاء العام الدراسى، إلى إغلاق المحلات والمقاهى والمطاعم فى التاسعة مساء ومنع التجمعات وإغلاق الشواطىء والمتنزهات؟ وماذا بعد التعليمات المشددة بضرورة الالتزام الشخصى بالإجراءات الاحترازية واستخدام الكمامة والبعد عن الزحام؟!
كنا ننتظر أن يبادر الجميع بتحمل مسئولياتهم، وأن نرى حملات توعية منظمة تصل للمواطنين جميعا من خلال الاعلام ووسائل الاتصال الأخرى لتواجه هذا التهاون غير المبرر فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ولتقنع الجميع بضرورة تلقى اللقاح، ولتنقل الشعور بأن المخاطر حقيقية، واننا لا نريد أن نضطر لإجراءات أشد إذا لم يلتزم الجميع!
كنا ننتظر الكثير، ومازلنا ننتظر.. لكن «دولة» الإعلانات التليفزيونية مازالت ترى أن جمهورها يحب «الفرفشة» ويسعد بـ»اللمة»، وأن الحديث عن خطر كورونا وأهمية الكمامة واللقاح سوف يعكر مزاجه.. وهو ما يسعد «الزبائن» ويسعد»كورونا» أكثر!!