«كورونا» لم يمنع الصوماليين من الاحتفال بالشهر الكريم 

الصوماليين
الصوماليين

الهريس والمكرونة والأرز على مائدة السحور 
الاستعداد للاحتفال بالعيد قبل أسبوع من موعده

سحر الجمل


بمجرد قدوم شهر رمضان الكريم، حيث الاحتفالات والاستعداد لهذا الشهر الكريم يتناسى الشعب الصومالي  جميع المخاطر التى تحيط بهم.
ولكن الصومال كغيرها من بلدان العالم التي تواجه فيروس كورونا والذي بدوره محى العادات التي كان الصوماليون يمارسونها فى شهر رمضان وذلك بسبب وقرارات منع التجمعات والأنشطة الدينية فى المساجد، ولكن رغم ذلك احتفوا بقدوم رمضان .

بالتأكيد، الأمور التى لن يستطيع فيروس كورونا تغييرها هى مائدة الصوماليين فتجد في السحور وجبة تسمى (الهريس) والمكرونة والأرز، أما الإفطار فله مزاج خاص لدى الصوماليين حيث تجد كل ما لذ وطاب على المائدة.

اقرأ أيضا| النواب الصومالي يصوت على إلغاء تمديد فترة الرئاسة


وتبدأ طقوس الإفطار بالتمر ثم السمبوسة والماء والعصير، ثم يسعى الصوماليون إلى المسجد لصلاة المغرب وبعدها يعودون إلى المنزل ويتناول إفطارهم والذي يتضمن الأرز واللحم وعدداً من العصائر مثل الليمون أما التحلية تتضمن التمر والكعك، وحتى هذه اللحظة لم يتغير شئ إلا الصلاة في المنزل بدلاً من المسجد.


بالتأكيد سيكون لفيروس كورونا المستجد تأثيره السلبي على بعض العادات التى كان الصوماليون يحرصون على القيام بها فى رمضان، هي الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة التراويح إلا أن الصلاة فى زمن الكورونا ستقتصر على المنزل فقط.


حيث كان يتخلل صلاة التراويح حلقات ذكر وموعظة حسنة و(الاستغفار) وقراءة جزء يومي من القرآن الكريم في المسجد، هذا بالإضافة إلى  الدروس والحلقات قبل صلاة العشاء.


لأنه لا يفصلها عن أرض الشعائر المقدسة سوى بحر، عرفت الصومال الإسلام في سنواته الأولى.


تقع  الصومال بأقصى شرق القارة السمراء، وسماها الفراعنة «بلاد بونت» ، و«مصر العليا» شراكة مع اليمن أحيانا أخرى، تمتاز بحدود بحرية طويلة جعلتها أكثر انفتاحا.
تطل على خليج عدن والمحيط الهندي، كانت مطمعا للاستعمار.. الإيطالي والبريطاني والفرنسي، حتى استقلت على دولتين، الأولى حملت الاسم نفسه.. الصومال على الأراضي التي كانت محتلة من إيطاليا وبريطانيا، وجيبوتي.. الأرض التي كانت محتلة فرنسيا، حتى استقلت الأولى عام 1960، والثانية 1977.
الصومال.. تتمتع بموقع مميز للغاية، جعلها أحد أهم مراكز التجارة قديما، وأحد المتحكمبن في أهم ممر مائي حاليا.. قناة السويس.. وارتبط بها الفراعنة ثم العرب بشدة للحصول على البخور والتوابل والمستكة.
كان طبيعيا أن تعرف الإسلام في أعوامه الأولى، لموقعها، ولأنها متداخلة جغرافيا وعرقيا مع الحبشة، لتكون عاصمتها مقديشيو منارة للإسلام على الساحل الشرقي بأفريقيا.
مراحل عدة مرت بها الدولة الأفريقية التي يتنوع سكانها بين أعراق الكوشي، السامي، النيلي، الصحراوي. لغتها الرسمية الصومالية، ومنها لهجة «عفار» التي يتحدثها قطاعات من إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي، وأورومو التي يتحدث بها قطاعات من إثيوبيا وكينيا.
أسس سلطنة عدل كمجتمع تجاري، لتتحول لامبراطورية واسعة، بين 1150 وحتى 1250، لتلعب دورا بالغ الأهمية في التاريخ الإسلامي، 
الإسلام هو الديانة الرسمية، وشريعته هي المصدر الرئيسي للتشريع وفقا للدستور ما بعد الاستقلال. أغلب سكانها يتبعون المذهب الشافعي، مع قلة من الشيعة، ورغم الاستعمار والصراعات الداخلية المتفاقمة وهيمنة فروع الجماعات الإرهابية على مناطق منها وأزماتها مع إثيوبيا وكينيا، إلا أن أهلها مازالوا متمسكون بالعادات العربية والدينية السمحة، أكثر ما تتجلى في الشهر الكريم.
مع اقتراب موعده، يسارع المواطنون بشراء خزينه.. بخاصة مواد وجباتهم المحببة، وتهيئة المنازل من خلال النظافة وبزينة الأنوار المضيئة وتخصيص ركن أشبه بـ»القعدة العربي»، حسب الإمكانيات المتاحة لدى الأسر، ليجتمعوا بها وقت الإفطار واللقاءات العائلية والاستمتاع بالأجواء الروحانية.
مع أول أيام رمضان يتخلل المنازل عبير البخور المشهورة بها بلدهم، وروائح الأكلات الشعبية التي تتصدر المائدة الطعام، على رأسها «عنجيلو» وهو أقرب للـ»كريب».. عجينة تحشى باللحم والخضار وتتشرب بالمرق، وأيضا «السمبوسك» الأكبر حجما والمحشو بالأرز واللحم أو الدجاج.
أذان المغرب يعلن كسر الصيام، لا يعرفون مدفع الإفطار أو الفوانيس. يتناولون، سريعا، البطيخ كبديل عن المشروبات لارتفاع درجات الحرارة، بجانب قطعة أو أكثر سمبوسك، ويتوجهون للصلاة.
بعد 5 ساعات على الإفطار يتناولون وجبة غداء، غالبا مكرونة مسلوقة مع اللحم أو الفراخ والخضروات، وجبتهم الثالثة.. السحور بطله الـ»فرين»، أشبه بالشوربة ويعادل الزبادي وهو قمح مطحون مخلوط بالمياه، وموز حجمه أكبر وطعمه ألذ مما عرفه «حسن» في القاهرة.
الاستعداد لعيد الفطر، يبدأ الأسبوع الأخير بشراء الملابس الجديدة. يوضح الشاب العشريني: «نشتري للأطفال 3 أطقم، واحد لصلاة العيد والتاني للهو نهارا وثالث لزيارات الأهل والجيران مساء». يواصل: «فور رؤية هلاله تشتعل السماء بالألعاب النارية بخاصة على شواطئ المحيط والبحر الأحمر، إيذانا بأيام بهجة مميزة».