تنديد عربي ودولي للتصعيد الإسرائيلي في القدس واقتحام الأقصى

صورة من أحداث أمس
صورة من أحداث أمس

لم يقف العالم صامتًا على أقل تقدير أمام أحداث العنف والاعتداءات الإسرائيلية المتلاحقة، التي عاشتها مدينة القدس خلال الأيام الماضية، وخاصةً يوم أمس الجمعة، الذي كان داميًا في أكناف المسجد الأقصى بين مدافعين عن المسجد المبارك ومعتدين عليه من المحتلين لأرض الفلسطينيين.

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط مواجهات عنيفة مع المصلّين والمعتكفين بالمسجد، ما أدى إلى وقوع 205 إصابات في صفوف الفلسطينيين، حسبما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، منها إصابة خطِرة في الرأس، وإصابات بالرصاص في العيون.

وتعاقبت الأحداث في مدينة القدس لشيءٍ واحد ثابتٍ هو العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، فانتقلت من حي الشيخ جراح، حيث يرابط الأهالي هناك رفَا لتهجيرهم القسري، إلى الحرم القدسي، حيث صمد المقدسيون في وجه عناصر مسلحة مارست الإرهاب ضدهم تحت ستار "الشرطة النظامية".

وتوالت بيانات التنديد سواء العربية أو الإسلامية أو الدولية ضد الأحداث الدامية، التي وقعت بالمسجد الأقصى أمس، وفي عموم القدس أيضًا.

إدانة بالغة من مصر

وأعربت وزارة الخارجية المصرية، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين.

وأكدت الخارجية المصرية ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤولياتها، وفق قواعد القانون الدولي، لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.

وشدد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني، لاسيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأدان حافظ المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلها في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكًا لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

رفض السعودية

ومن جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة العربية السعودية لما صدر بخصوص خطط إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

وشددت الخارجية السعودية، في بيانٍ صدر عنها، اليوم السبت 8 مايو، على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، ولأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما قد يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجددت الخارجية السعودية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

إدانة تونس

ومن جانبها، أدانت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، اقتحام قوات الاحتلال لباحات المسجد الاقصى ومهاجمتها للمصلين العزل.

وجددت الخارجية التونسية، دعوتها للمجتمع الدولي للتسريع بتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني ضد مثل هذه الممارسات الممنهجة والانتهاكات المتواصلة والخطوات التصعيدية الخطيرة، وحمل قوات الاحتلال على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية وإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني والتي لن تسقط بالتقادم بما في ذلك حقه في ممارسة شعائره الدينية بكل حرية واقامة دولته المستقلة على أراضيه وعاصمتها القدس.

موقف العراق

ومن جهتها، أدانت الحكومة العراقيّة اليوم السبت اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وممارسة أعمال الترويع وبثِّ الذُعرِ بين صفوف المصلّين الفلسطينيين.

 وأكدت الحكومة العراقية تضامنها مع أبناء القدس الشريف، مطالبةً بوقف الهجمات العدائية على الآمنين، وجدّدت موقفها الثابت والمبدئي من القضيّة الفلسطينية،التي كانت ولاتزال قضيةٌ محوريّة.

إدانة باكستان

وفي العالم الإسلامي، أدانت باكستان، اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والمصلين داخل المسجد الأقصى.

وقال زاهد حفيظ شودري، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، في بيانٍ صحفي اليوم السبت، "تدين باكستان بقوة الاعتداءات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي على المصلين الأبرياء في المسجد الأقصى وجرح عدد منهم".

وأضاف شودري "ان هذه الاعتداءات خاصة خلال شهر رمضان المبارك، تتعارض مع جميع الأعراف الانسانية  وقانون حقوق الانسان الدولي".

وحث حفيظ شودري المجتمع الدولي للتحرك بجدية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام الدائم على أساس قرارت الأمم المتحدة ذات الصلة وقرارات منظمة التعاون الإسلامي القائمة على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، والقدس عاصمتها.

تنديد ماليزيا

كما ندد عبد الهادي أوانج، مبعوث رئيس الوزراء الماليزي الخاص للشرق الأوسط، باعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى.

وقال أوانج، في بيان صحفي، إن ما ترتكبه قوات الاحتلال من اعتداءات بحق المصلين الفلسطينيين في ساحات المسجد الأقصى أثناء تأديهم الصلاة في شهر رمضان، يتزامن مع تهديد الاحتلال بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس، وما يتعرضون له من ممارسات غير إنسانية واعتقال.

ودعا أوانج العالم الإسلامي إلى التكاتف والاستمرار في الاحتجاج تضامنًا مع القدس، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين وحدهم، بل هي قضية عالمية.

وطالب المبعوث الماليزي منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والعالم الإسلام، بالتحرك فعلًا وإدانة جميع الاعتداءات التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

إدانة الاتحاد الأوروبي

وعلى الصعيد الدولي، أدان الاتحاد الأوروبي عمليات تهجير وإخلاء الفلسطينيين في القدس، واصفًا إياها بغير القانونية والتي تؤدي لتأجيج الأوضاع.

وقال بيتر ستانو، المتحدث الرسمي باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والأمن، في بيانٍ صادرٍ عنه، إن "الوضع فيما يتعلق بإخلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية يثير القلق الشديد، وهذه الأعمال غير قانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض".

وأضاف بيتر ستانو، "على مدى الأيام الماضية، تصاعدت التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، ولاسيما في القدس الشرقية، بشكل خطير، وشهدت الليلة الماضية اشتباكات خطيرة في الحرم القدسي الشريف أدت إلى إصابة العديد من الجرحى".

وأكد ستانو أن العنف والتحريض أمر غير مقبول، ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوترات الحالية في القدس، وضرورة تجنب أعمال التحريض حول الحرم القدسي الشريف، واحترام الوضع الراهن.

قلق أمريكا

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلادها تشعر بقلق بالغ إزاء المواجهات الجارية في القدس، بما في ذلك المواجهات في الحرم القدسي الشريف، وحي الشيخ جراح، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى.

وأضافت الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي، أن "إراقة الدماء هي أمر مقلق للغاية، لاسيما في الأيام الأخيرة من رمضان".

ودعت واشنطن المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك العاجل لتهدئة التوتر، وقالت في بيانها، "من الأهمية بمكان أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس، والامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف قولًا وفعلًا".

وأعربت الخارجية الأمريكية أيضًا عن بالغ قلقها إزاء تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في أحياء الشيخ جراح وسلوان في القدس، والتي يعيش العديد منها في منازلهم منذ أجيال.

دعوة روسيا

وبدورها، أعربت روسيا عن بالغ قلقها إزاء التصعيد الحاد في مدينة القدس، داعية جميع الأطراف إلى تفادي التصعيد.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها، اليوم السبت 8 مايو، إلى عدة عوامل تسهم في تأجيج التوترات في القدس، منها القرار الإسرائيلي بشأن إجلاء عدد من الفلسطينيين قسرًا من منازلهم في حي الشيخ جراح، وتمرير خطط لبناء 540 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "هارحوما"، إضافة إلى مقتل فلسطينيين اثنين مؤخرا على حاجز سالم غرب مدينة جنين في الضفة الغربية.

وجاء في البيان: "تتابع روسيا ببالغ القلق هذه التطورات، وندين بشدة الاعتداءات على مدنيين مسالمين، وندعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي خطوات من شأنها تصعيد العنف".

اقرأ أيضًا: البرلمان العربي يطالب بتحرك دولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى