عادات الإفطار والسحور.. إسراف وتبذير

عادات الإفطار والسحور .. إسراف وتبذير
عادات الإفطار والسحور .. إسراف وتبذير

مواطنون: التزاحم على الشراء يزيد من جشع التجار.. وبائعون: ارتفاع أسعار اللحوم بنسبة 5%

رئيس شعبة المواد الغذائية: معارضنا الثابتة والمتنقلة تسهم فى حل الأزمة

خبير اقتصادى: المبادرات الحكومية واجبة لإعادة التوازن

أحمد كريمة: الإسراف سلوك مذموم وتضيِّيع لنعم الله


اعتاد بعض المصريين على تخزين السلع الغذائية وخاصة خلال شهر رمضان الكريم خوفا من نفاذها أو ارتفاع أسعارها أو حتى توفيرا للوقت وعدم النزول للأسواق يومياً أثناء الصيام وللأسف فإنها عادة مذمومة تضر ولا تنفع وتؤدى إلى نقص فى المعروض وارتفاع الأسعار وغيرها من الأضرار التى تلحق بالمواطن وتفرغ الشهر الكريم من حكمته الإيمانية وتجعله مناسبة للأكل والشراب. 


فى البداية تقول منى حمدي موظفة، إنها تقوم بتوفير المال عن طريق عمل جمعية تخصصها كل عام لكي تتسوق لشراء جميع احتياجاتها من السلع الغذائية التي تكفيها شهر رمضان بالكامل، وذلك لأن أسعار السلع الغذائية ترتفع بشكل كبير في الأسواق مع بداية هذا الشهر الكريم. 


«الناس خايفة الأكل يخلص».. هكذا بدأت نسمة إبراهيم حديثها داخل سوبر ماركت بعين شمس، مستكملة إن الأسواق والمحلات كانت مزدحمة بالناس خلال الأيام الماضية لشراء المنتجات الغذائية التى تكفى لمدة أسبوع، ما أدى إلى جشع التجار وارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية والخضروات والفاكهة، حيث يصل سعر الأرز 7 جنيهات، والزيت ما بين 15 إلى 19 جنيهًا، والسكر 8 جنيهات، محذرة المواطنين بعدم تخزين السلع، منعًا لرفع أسعارها.


 وأشار محمد نصر صاحب أحد المحال التجارية للجملة بالمطرية، إلى أن الزبائن يهرولون لشراء كل ما يحتاجونه لتخزين المواد التموينية خلال شهر رمضان خوفاً من ارتفاع الأسعار، حيث يكون الإقبال على شراء السلع الغذائية كبيراً يستمر طوال اليوم، وتمتلئ المحال بالمنتجات كالمكرونة والمعلبات وزيت الطعام والمواد التموينية والحبوب الجافة، مؤكداً على توفير السلع الغذائية بشكل مطمئن. 


كما أكد نادى مصيلحى صاحب سوبر ماركت بعين شمس، إنه لن يكون هناك نقص في أي سلعة، مشيراً إلى أن أسعار السلع الأساسية تشهد استقرارًا خلال شهر رمضان نظرا لوفرة المعروض، حيث يتوافر مخزون يصل لـ3 أشهر رغم إقبال كبير من المستهلكين على شراء المواد الغذائية لتخوفهم من نفاد المخزون، الذى سيسهم في ارتفاع الأسعار، موضحاً أن القوة الشرائية شهدت ارتفاعَا كبير ويعد الزيت والسكر والأرز من أبرز المواد الغذائية التى يزداد إقبال المواطنين على شرائها خلال الشهر الجاري،متابعا أن أسعار اللحوم والدواجن، شهدت ارتفاعًا بنسبة 5% مقارنة بالفترة الماضي نظراً لزيادة الطلب.


ومن جانبه يقول الدكتور السيد خضير خبير اقتصادي، إن بعض السلع الغذائية شهدت زيادة طفيفة في الأسعار مثل التمر والمكسرات والبلح وغيرها من السلع الاستهلاكية، حيث هناك مخاوف من زيادة الأسعار بسبب الإقبال الشديد على الشراء بشكل كبير في شهر رمضان، لذلك يجب أن يكون للحكومة دور مهم في دعم محدودي الدخل من خلال مبادرات عديدة خاصة في ظل أزمة كورونا وسعيها على إعادة التوازن في السوق الداخلي باعتباره رمانة الميزان وواحدة من أهم آليات ضبط الأسعار في السوق، خاصة أن هناك طفرة كبيرة في قطاع الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني وزيادة نسبة الإنتاج ما جعل هناك وفرة في السلع الغذائية وانتعاش في السوق الداخلي وتوفير جميع السلع الأساسية، إضافة إلى وجود منافسة كبيرة في السوق المصري وانعكاسها على التنمية الاجتماعية والمواطن لذا تسعى الدولة إلى توفير جميع السلع الأساسية ومستلزمات رمضان من أجل تلبية احتياجات الأسرة المصرية ودعمها من خلال انتشار المجمعات الاستهلاكية سواء المنافذ الثابتة أو المتحركة لبيع السلع الغذائية التابعة للقوات المسلحة والشرطة ووزارة التموين من أجل الوصول والاستفادة منها في العديد من المناطق.

وتابع: "وتشدد على توفير جميع السلع التموينية للمواطنين بأسعار مخفضة عن السوق الخارجية بنسبة كبيرة،مع تأمين ضخ كميات كبيرة من اللحوم والطيور بجميع أنواعها سواء الطازجة أوالمجمدة، وانتشار تلك الأسواق ساعد في توفير جميع السلع الاستراتيجية وكذلك انخفاض أسعارها وكذلك منع تحكم جشع التجار فى زيادة الأسعار ومنع الاحتكار بشكل كامل،كما أنه لابد من تفعيل دور الرقابة بشكل صارم خاصة مع استغلال بعض التجار لشهر رمضان واستغلاله في زيادة الأسعار بسبب الإقبال الشديد على الشراء، رغم تلك الأزمة وتأثيرها على كبرى الاقتصاديات ولكن الاقتصاد المصري من الاقتصاديات التى تصدت لتلك أزمة وأيضا ازدهار قطاع الإنتاج الزراعي والحيواني ومازال هناك استمرارية في استكمال الإنجازات في هذا القطاع".


ومن جانب آخر، أوضح عمرو حامد، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن مع زيادة الاستهلاك خلال أيام شهر رمضان، هناك سلع معينة ارتفعت أسعارها بسبب الإقبال الكبير عليها، كزيت الطعام بأنواعه، حيث زادت نسبة الاستهلاك عليه مع ارتفاع السعر وزيادة السحب علي زيت التموين الذى يصل سعره إلى 17 جنيها ما أدى إلى لجوء المواطنين لشرائه من السوق لعدم توافر زيت التموين في مخازن الشركات، مشيراً إلى أن زيادة سعره فى المحال، بسبب قلة الخامات القادمة من الخارج وتأخر وصولها،كما يشهد استقرارًا في أسعار أغلب المواد الغذائية كالسكر والدقيق، مؤكدا على استقرار باقي الأسعار ووجود توافر في السلع ومخزون استراتيجي لها، مستكملا أن المبادرة الرئاسية أحدثت تخفيضات كبيرة في السلع ورواجًا في السوق، يشعر بها المواطن، فضلًا عن دور الغرف التجارية في المعارض المتنقلة والثابتة والتي تشارك بها القطاعات المختلفة في الغرفة.


وعلى الجانب الدينى، يقول الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه من المظاهر الملاحظة عند بعض الناس الإسراف والتبذير في الطعام وخاصة خلال شهر رمضان، فالإسراف سلوك مذموم يرفضه الإسلام، ولا يليق بالعبد المؤمن أن يكون مسرفاً، لأن الله لا يحب المسرفين، يقول تعالى:« وكلوا واشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين» فالإسراف في الطعام والشراب وتخزينهما من التبذير؛ لما فيه من تضييع لنعم الله تعالى التي يجب أن تُشكر ولا تُكفر، حيث إن تخزين السلع الغذائية يزيد من الطلب عليها ومن ثم زيادة أسعارها وربما تتعرض للتلف أثناء فترة التخزين ولا يستفيد منها أحد.

اقرأ أيضا| حكايات| الحمام «الإلكتروني».. ذكاء وقوة ورشاقة لسباق المسافات الطويلة