جيش النحل .. يد تبنى.. و يد تحمى

خاطر عبادة
خاطر عبادة

 النحل ذكره محمود فى القرآن الكريم (و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا..(

لذا.. نحن أمام كائن راقى له فطرة تبنى وتنظم وتحمى مجتمعه.. وحى وفكرة تميل لحركة الحياة الطبيعية الحضارية للبشر

.. لذلك نثنى على طبيعته وصفاته.. و أهمها العمل الجماعى بلا تراخى والتعاون و النظام والحمية والغيرة على الوطن .. فلا وطن بلا جيش وحدود و أنياب .. ولا يوجد شخص بلا أنياب أو غيرة على مبادئه

اقرأ أيضا | الهند: لا إصابات جديدة بـ«كورونا» في 180 مقاطعة الأسبوع الماضي

ولا يوجد إسلام بلا دولة ومجتمع يبصر نوره ويحفظ قيمه ويغير على حدوده.. لذا فقد حرم الإسلام التفرق و الحزبية والثورات المسلحة

 

ومملكة النحل معروف عنها النظام الشديد.. هى مجتمع منظم عملى لها جيش نظامي .. غيور على مجتمعه

 

لن تهاجمك جيوش النحل إلا إذا استشعرت الخطر على مجتمعها و حدودها وخلاياها.. فهى فى الأصل تحمل الخير والعسل والشفاء ، لكنها تحرس وتحمى وتكشر عن انيابها ضد كل دخيل أو معادى

 

والنحل كائن صديق للبيئة لا يتعدى على غذاء أحد فغذاءه من رحيق الأشجار وحبوب اللقاح ، ولا يمكنه التوسع بعشه -مهما ضاق- على حساب أحد

 

و المتأمل يفطن إلى التشابه بين فطرة النحل ونظامه وبين المجتمع الإنسانى وحضارته فى عدة نقاط :

 

تقسيم المجتمع إلى فرق وأدوار. . فهناك عاملات تقوم برحلات استكشافية للبحث عن سكن بين الجبال والشجر ثم تقوم بجمع الغذاء

ولها نطاق سير وسبل تسلكها فى الجو وأجهزة استشعار ولكى تسمح بالتواصل فيما بينها وتحديد نطاق المسافة ومواقع السكن والغذاء، وحتى لا تضل سفرها لكيلومترات طويلة بحثا عن الغذاء ثم العودة سريعا خلال فترة النهار.. ولها لغة تواصل بالإشارة تشبه لغة الصم والبكم

 

كما أن هناك مجموعات نظافة ورعاية وحماية وفرق تحرس الخلية حتى أنها تحيط عشها بسياج أمنى مثل تصميمه بوابته بفتحات ضيقة لمنع تسلل كائنات ضخمة أو تأثره بعوامل طبيعية مثل الرياح والأمطار 

بينما ينحصر دور الملكة على وضع البيض والذكر للتلقيح أما العاملات تسند لها مهمة الرعاية والحضانة