«تيليجرام» يسطو على 32 مسلسلًا.. ويصيب المنصات والفضائيات بأزمة مالية

تيليجرام
تيليجرام


«تيليجرام» يسطو على 32 مسلسلًا ويصيب المنصات والفضائيات  بأزمة مالية
12 قناة إلكترونية لبث الفوضى والقضاء على مراكز القوة الإنتاجية فى الوطن العربى 

الشيخ: خسائر مالية كبيرة خلال السنوات المقبلة.. ولابد من الحفاظ على الحقوق
عبد الرحمن: سطو رقمى.. تدخل القومى للاتصالات يُنهى الأزمة.. و«الطيف الترددى» كلمة السر

محمد إسماعيل 
عندما تشتد الأزمات المالية والسياسية تسعى غالبية الدول لفرض نفوذها الإعلامى، وتحاول فرض سيطرتها الدرامية على الجميع حتى تضمن التأثير الاجتماعى على المشاهدين وتصدير بعض وجهات النظر السياسية التى عجزت الدبلوماسية الرسمية عن تمريرها أو الدفاع عنها لدى بعض شعوب الدول، كما تسعى بعض الدول والمؤسسات الإعلامية إلى الاستفادة من التقنية الحديثة لاختراق الحدود الإعلامية وإقامة «جيوب» درامية تستطيع بها «تجنيد» أكثر من 300 مليون مشاهد على مستوى الوطن العربى والعمل على تغيير ولاءاته الإعلامية.

يعود تأسيس تيليجرام إلى عام 2013 على يد الأخوين نيكولاي وبافيل دروف مؤسّسى موقع فكونتاكتي (أكبر شبكة اجتماعية روسية)، وقد نجحا في إطلاق برنامج تيليجرام، ويقوم تيليجرام بنفس الوظائف التي تقوم بها برامج التراسل الأخرى، وفى نهايهة 2014 تحول إلى منصة تضم أكثر من 500 مليون مستخدم. وبنهاية عام 2020 تجاوز عدد مشركى الخدمة أكثر من مليار ونصف مستخدم، ويُعد تيليجرام الآن ضمن قائمة أكثر 10 تطبيقات يتم تنزيلها واستخدامها حول العالم  وأصبح عدد مستخدمي الخدمة والمشتركين الجدد - حتى كتابة هذة السطور- 400 مليون شخص شهريًا. 
حجب
ونظرًا لخطورة الموقع واستخدامه بطرق غير شرعية قرر أكثر من 6 دول حجب الموقع ومنع الوصول إليه ومنع بث أى مواد عليه، وتأتى فى مقدمة الدول التى استشعرت الخطر مبكرًا إيران والصين والهند والبحرين وروسيا وباكستان وتايلاند وأذربيجان.
انتقام
وبسبب بعض القيود والحجب المفروض من بعض الدول قرر «تيلجرام» القيام بعملية انتقامية لإعادة السيطرة على مستخدمى بعض الدول، فقررت الإدارة  إنشاء 18 قناة مرئية مجانية تتيح لها عرض معظم الأعمال الدرامية والأفلام والبرامج الترفيهية والسياسية لجذب شريحة كبيرة من مشاهدى الوطن العربى. 
واستطاع « تيلجرام « فى شهر رمضان فقط بث أكثر من 32 عملًا درامياً واستولى على 12 عملاً من مصر، فى حين استولى على 8 أعمال من سوريا و2 من الكويت  و4 من السعودية و3 أعمال من الإمارات و3 أعمال عراقية بخلاف الإنتاج الدرامى التركى. 
حرب وجود
وحتى يضمن الموقع اختراقه لقلب الوطن العربى قرر إنشاء وتوجيه 10 قنوات مرئية لأربع دول هى: «مصر – الكويت – السعودية – سوريا «، لبث جميع الأعمال الدرامية دون إعلانات حتى يضمن تغيير الولاءات الإعلامية ويعيد رسم خريطة المشاهدة فى رمضان من جديد، مما جعله يتصدر المواقع الأكثر جلبًا للمشتركين الجدد من الوطن العربى وكسر الموقع حاجز 25 مليون مشترك جديد يوميًا على مستوى الوطن العربى، فى حين ارتفع عدد مستخدميه إلى 400 مليون يوميًا. 
خسائر
ولأن الحروب الإعلامية لا تعترف بالقوانين ولا المعاهدات الدولية، قام «تيليجرام» بالسطو على أغلب الإنتاجات العربية، مما وضع المنصات الرقمية «shahid .. Watch It..Netflix ..Apple TV Plus..Hulu .. HBO ...Amazon Prime Video» فى مأزق مالى يهدد وضعها المالى بسبب تعرضها للشروط الجزائية من الوكالات المعلنة التى اشترطت  فى العقود على ألا تعرض بعض الأعمال على أى وسيلة عرض فضائية أو رقمية وألا تعرض المنصة  الرقمية لشروط جزائية لا طاقة لها بها. 
ملايين
وتسبب عرض هذه الأعمال فى خسائر مالية للمنصات الرقمية أكثرمن 200 مليون دولار بخلاف الشروط الجزائية، مما يُنذر بكارثة قد تكون الأكبر خلال العشرين سنة الماضية، هذا بخلاف الخسائر التى تكبدتها القنوات الفضائية وشركات الإنتاج بسبب الحقوق الحصرية، إضافة إلى مطالبة وكالات الإعلان ببعض الشروط الجزائية أو على أقل تقدير تخفيض قيمة العقود الإعلانية بسبب عدم الالتزام ببنود العقود التى تجبر الشركات والقنوات الفضائية بعدم عرض الأعمال الدرامية على أى وسيلة فضائية أو رقمية أو عن طريق الإنترنت أو أى طرق جديدة مستحدثة مما يعرض هذه الشركات والقنوات إلى قضايا ودفع  الشروط الجزائية. 
كارثة
وتأتى أكبر الكوارث الدرامية باستيلاء «تيلجرام» بطرق غير شرعية على التراث الدرامى الذى لا يُقدر بثمن لـ 8 دول عربية، وتأتى على رأس هذه الدول «سوريا ثم تليها العراق والكويت ومصر وتونس وفلسطين والسعودية والسودان»، كما قررت إدارة الموقع إنشاء 6 قنوات جديدة بعد انتهاء الشهر الكريم لبث الأفلام والمسلسلات التاريخية وتنتوى الشركة عمل اشتراك رمزى للاشتراك فى القناة لا يتجاوز «نصف دولار» فى ضربة قد تكون قاضية للمنصات الرقمية. 
احتلال رياضى
كما أعلنت إدارة «تيلجرام» بأنها ستبث جميع الدوريات  العالمية مجانًا «كأس العالم – بطولة أفريقيا – آسيا – أوروبا»، مما يُهدد بقاء القنوات الرياضية المشفرة ويجبر بعض القنوات على إعادة تسعير اشتراكاتها وتغيير سياساتها المالية الخاصة بالأسعار الإعلانية. 
حقوق
أكد المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق وأحد أهم خبراء الوطن العربى فى الهندسة الإذاعية والبنية الرقمية أن وجود مثل هذه المواقع سيكبد المنصات الرقمية خسائر مالية كبيرة خلال السنوات القادمة، وأضاف الشيخ: لابد من وجود تشريعات حازمة للحفاظ على الحقوق الرقمية للإنتاج الدرامى. 
سطو
وأشار على عبد الرحمن، رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة والخبير الإعلامى بأن ما يتم الآن هو «سطو» رقمى ويعد شكلاً من أشكال القرصنة الإلكترونية الذى يتنافى مع قوانين الملكية الفكرية الذى وافقت عليه مصر بتوقيعها على اتفاقية «الجات»، وأضاف أنه يتنافى أيضاً مع قوانين وتشريعات الإنترنت والبث الرقمى، حيث إن للمنتج حقوقًا مالية تقسم بين البث التلقليدى والحقوق الرقمية. 
رقابة
وأكد على عبد الرحمن أهمية الجهاز القومى للاتصالات للتصدى لهذه المشكلة باعتباره الجهة الوحيدة فى مصر المسئولة عن استقبال وإعادة توزيع وتأمين المحتوى الإلكترونى وأوضح على أنه يجب تكوين لجنة مكونة من الجهاز القومى للاتصالات والمجلس الأعلى للإعلام  ونقابة الإعلام الإلكترونى ولجنة الثقافه والإعلام بمجلس النواب، لمراجعة التشريعات ووضع قوانين صارمة تكون قادرة على حماية المنتج الدرامى وتختص اللجنة بمراجعة وبشكل دورى التشريعات والقوانين الجديدة فى البث الرقمى والحقوق الحصرية. 
حلول
ويجب على الأعلى للإعلام تكوين لجان للبث الرقمي ومراجعة حقوقه وتشريعاته وضوابطه، ومتابعته وإعادة التوازن بين البث الرقمي والتقليدي، وحصة إعلانات كل منهما، وحق المشاهد في التواصل مع العمل الدرامى دون سيل الإعلانات ومراقبة الحقوق الحصرية، كما أضاف الخبير الإعلامى ورئيس قطاع المتخصصة الأسبق أنه يجب إعادة تخصيص «الطيف الترددى»: (مجمل ترددات الموجات الكهرومغناطيسية التي يتم استخدامها في نقل مختلف أنواع البيانات والصورالمرئية).  
المستقبل الرقمى
وأضاف على أن إدارة الطيف الترددي «مجموعة الإجراءات الفنية والإدارية»هى الضمان للأداء المنظم والفعال للخدمات ودون حدوث تداخلات ضارة. ونظراً لأن الطيف الترددى لا تحده الحدود الجغرافية للدول، لذا فإن أنشطة إدارة الطيف الترددي تتسم بالعالمية وتتم وفقاً لأنظمة الراديو الدولية الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات وهو إحدى الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة ويختص بشتى أمور الاتصالات على المستوى العالمي. 

اقرأ أيضًا| توفير لقاحات كورونا للمشاركين ووفود الدول خلال أولمبياد طوكيو