فى الشارع المصرى

اللهم بلغنا ليلة القدر

مجدى حجازى
مجدى حجازى

هرول شهر رمضان مسرعًا، ولم يتبق منه سوى أربعة أو خمسة أيام ويغادرنا، ولا يعلم إلا الله إذا كنا سوف نبلغه فى العام المقبل أم لا، وليس أمامنا إلا الاجتهاد فيما تبقى من هذا الشهر المعظم حتى نتحرى «ليلة القدر»، عسى أن يكرمنا الله بإدراكها.
قال الله عز وجل: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (القدر:1، 2)، وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3)، وقال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) (البقرة: من الآية185).
«ليلة القدر»، ليلة حبا الله بها شهر رمضان المبارك دون غيره، واتصفت بهذا الاسم، لأن الله تعالى يقدّر فيها كل ما يريده، كما قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4).. وهى فى أوتار العشر الأواخر، عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يُجاوِر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ، ويقول: «تَحرُّوا ليلةَ القَدْر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ» رواه البخاريُّ، ويقول: «التمسوا ليلة القدر فى الوتر من العشر الأواخر من رمضان» خرّجه البخارى ومسلم.. ولبيان عظمة هذه الليلة، قال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:2، 3).. فمن تُقبِّل منا فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم.
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه» خرّجه البخارى ومسلم.. ليتنا نكون من المحظيين بوعد الله، طمعًا فى الثواب، وطلباً للأجر والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.
اللهم بلغنا ليلة القدر، فما أحوجنا أن نشهدها، ولنجتهد ولنحرص على الصلاة والدعاء فيها لنأخذ نصيبنا من خيرها الحَسَن، خاصة أن مصرنا الحبيبة شأنها فى ذلك شأن شعوب العالم جمعاء، حيث تعانى مصاعب وباء فيروس كورونا، وما يلحقه بدول العالم من عثرات اقتصادية تستوجب المزيد من العمل، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حتى يؤازرنا الله ونتجاوز الأزمة.. والله غالب على أمره، وتحيا مصر.