سطور جريئة

إلى رحمة الله د. سنوسى ود. العدل

 رفعت فياض
رفعت فياض

فقد المجتمع الجامعى خلال الساعات القليلة الماضية عالمين جليلين شهد الجميع لهما طوال حياتهما بالخلق الحسن والتميز فى الأداء، وتمتع كلاهما بحب الجميع ـ لكنه القدر الذى لا مفر منه.
لقد كان فيروس كورونا اللعين بالمرصاد للأستاذ الدكتور صبرى السنوسى عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة الذى كان من بين المرشحين لرئاسة جامعة القاهرة فى الدورة القادمة، وكان أيضا المستشار القانونى للمجلس الأعلى للجامعات ـ وكان عالما فى مجال القانون وكانت ومازالت مؤلفاته القانوية الثرية تعد مرجعا مهما للباحثين فى مصر والعالم العربى، وجاء للأسف هذا الفيروس اللعين ليحرمنا من د. صبرى السنوسى، ويحرمنا من أن يكمل مسيرته العطرة ليستفيد منها الجميع ـ 
كان د. صبرى السنوسى صديقا عزيزا لى منذ سنوات طويلة، وكان يدفع كل من يعرفه إلى حبه وتقديره عالما ومفكرا وإنسانا ـ لكنه القدر مرة أخرى الذى لا مفر منه، وإن كان الفراق صعبا خاصة فى مثل هذه الأيام التى أصبح كل واحد منا معرضا له دون سابق إنذار،  وأصبح الكثير منا يسقط فى منتصف الطريق خلال هذه الأيام بين عشية وضحاها بسبب هذا الوباء اللعين.
وكان الفراق صعبا كذلك بالنسبة لى برحيل صديقى العزيز الأستاذ الدكتور رضا العدل عميد كلية تجارة عين شمس الأسبق الذى أعرفه منذ أكثر من ثلاثين عاما، وكنا معا منذ ما يقرب من شهر واحد فقط فى معهد الدراسات التعاونية أثناء توقيع اتفاق التعاون بين المعهد وبين جامعة عين شمس بحضور د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، وكان متمتعا بالحيوية والنشاط ـ لكن هذه الحياة مهما طالت فهى قصيرة ، وهذه هى الدنيا التى تعتبر بمثابة دار ممر وتشبه بيتا له بابان يدخل الإنسان عند ولادته بابه الأول ليمر فقط إلى الباب الثانى للبيت عندما يحين وقت الرحيل عن هذه الدنيا بإذن الله سبحانه وتعالى لينتقل إلى العالم الآخر ـ ولذلك فإن تعريفى للحياة أنها ليست بطول العمر أو قصره،  لأن الزمن الذى مضى لن يعود مرة أخرى، والمتبقى للإنسان من أيام وسنين بعد ذلك لا يعلمه إلا الله، ولهذا فإن الحياة هى مجرد اللحظة التى نعيشها الآن فقط، ولابد أن نستمتع بها، ونعمل الخير دائما فيها دائما لأنه لا أحد منا يعرف متى سيكون الرحيل، الذى قد يكون بعد لحظة، وقد يكون بعد سنوات لكنه قادم لا محالة.