وداعاً كوبرى أكتوبر ... مرحباً محور الفردوس

سنوات عديدة كنت استخدم كوبرى 6 أكتوبر، يومياً، ذهاباً وإياباً، من منزلى فى القاهرة الجديدة إلى مقر عملى بوسط القاهرة، فى رحلة تستغرق، فى الاتجاه الواحد، حوالى 45 دقيقة، فى الظروف العادية، وتصل إلى الساعة فى أوقات الذروة.
كنت أتعجب خلالها عن إمكانية وجود حل لمشكلة التكدس المرورى على هذا الكوبرى، الذى يخدم القاهرة من شرقها إلى وسطها وليصل إلى الغرب، فى ظل التطور الهائل الذى تشهده شبكة الطرق والكبارى الجديدة فى كل مكان فى مصر، والتى ساهمت فى حل معظم المشاكل المرورية. 
وفى الأسبوع الماضي، طرحت ذلك السؤال على صديقى اللواء أمير سيد أحمد، مستشار السيد رئيس الجمهورية لمشروعات البنية الأساسية، فشعرت بابتسامته، عبر الهاتف، وهو يقول «جرب محور الفردوس الجديد ... فرغم عدم افتتاحه رسمياً، إلا أن السيد الرئيس وجه بفتحه مع بداية شهر رمضان لتخفيف الزحام المروري». وبالفعل، فى اليوم التالي، بعدما عبرت محور المشير، وجدت لافتة تشير «محور الفردوس إلى طريق صلاح سالم إلى نفق الأزهر»، فدخلت الطريق الجديد، لأجده معجزة فى قلب القاهرة! 
وصلت نفق الأزهر فى 7 دقائق، و3 دقائق داخل النفق، حتى ميدان الأوبرا، وقبلها 5 دقائق من منزلى حتى محور الفردوس، لأقطع كل هذه المسافة فى 15 دقيقة، بدون أى تقاطعات أو إشارات مرورية. تم إنشاء هذا الطريق الجديد من 3 حارات، فى كل اتجاه، مخترقاً منطقة مقابر البساتين، التى تمت إحاطتها بسور بطريقة جمالية، إضافة إلى تزويد الطريق بكافة الخدمات، كمحطات الوقود والغاز، وبالطبع الحواجز الأسمنتية والعلامات الفسفورية، ليكتمل الطريق بلا أخطاء أو ملاحظات. 
اتصلت باللواء أمير، وأنا فى نهاية المحور، ففاجأنى بأن هناك وصلة جديدة ستفتتح من التجمع الأول والثانى لتصلهما بهذا المحور الجديد، أى أن هذا المحور سيصل بين القاهرة الجديدة، بأحيائها، إلى وسط القاهرة القديمة، مضيفاً أن السيد الرئيس طلب دراسات لحل مشكلة كوبرى 6 أكتوبر، باعتباره طريقا شريانيا، والحلول معروضة أمام سيادته لاتخاذ القرار النهائي، ومن المنتظر أن يكون هناك شكل جديد لمحور كوبرى 6 أكتوبر.
وهنا تذكرت أستاذتى الفاضلة، الدكتورة سعاد الصحن، رحمها الله، أستاذ الجغرافيا السياسية، بكلية الآداب، بجامعة عين شمس، وهى تقول إن الطرق هى شرايين الحياة للدول. والآن نرى شرايين جديدة تنبض فى مصر، يومياً. فوداعاً كوبرى 6 أكتوبر، ومرحباً بمحور الفردوس الجديد الذى اختصر لي، ولآلاف المواطنين، 30 دقيقة، يومياً، فى مشوار الذهاب، ومثلها فى العودة ... يجعلك عمار يا مصر.