من القاهرة

حلم المناعة الجماعية

أحمد عزت
أحمد عزت

ما زال الفيروس اللعين كورونا يفتك بسكان الأرض، يسرح ويمرح ويتنقل كالشبح من مكان إلى أخر ومن دولة إلى أخرى، يتلون ويتحور إلى نسخ وسلالات مختلفة تزيد من صعوبة السيطرة عليه وتحجيمه والقضاء عليه.
تبدوالمعركة ضد كوفيد - 19 مستمرة عاما أخر على أقل تقدير بعدما كانت التقديرات تشير إلى إمكانية أن تستعيد البشرية عافيتها وطبيعتها هذا الربيع بإعلان عدد من الدول التوصل إلى لقاحات فعالة تنهى هذه الجائحة وتضع حدا لهذا الوباء.
لقد أصابت الأنباء الواردة من الهند، وأرقام الوفيات والإصابات الصادرة عن السلطات هناك البشرية بالصدمة والرعب، لأنها أظهرت أن المعركة ضد هذا الفيروس لم تنته بعد، وأن كورونا قادر على تهديد الأرض طالما استمرت البشرية فى التعامل مع هذه الأزمة العالمية بشكل غير موحد وعلى طريقة أنا ومن بعدى الطوفان.
إن ثمة تباين كبير فى معدلات التطعيم بين الدول المختلفة، وفى حين أعلنت بعض الدول عن قرب انتهائها من تطعيم سكانها ضد الفيروس، لا تزال دولا أخرى تكافح لتأمين ملايين الجرعات من اللقاحات، بينما هناك عدد آخر خصوصا من الدول الفقيرة ينتظر المساعدة.
يتحدثون فى الغرب هذه الأيام عن ضرورة رفع حماية براءات اختراع لقاحات كورونا والتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للمساعدة فى تعزيز الإمداد العالمى من اللقاحات. وفى ظنى أن هذه القضية سوف تأخذ وقتا من النقاشات والصراعات حتى التوصل إلى اتفاق عالمى يتيح اللقاحات على اختلاف أنواعها ومصنعيها للجميع وصولا إلى تحقيق المناعة الجماعية.