شىء من الأمل

شجاعة وزيرتين

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

هما وزيرتان للخارجية يمارسان مهام عملهما بقوة كبيرة وشجاعة بالغة لخدمة بلديهما، لدرجة أزعجت البعض منهما ودفعت آخرين للتحريض ضدهما وتمنى التخلص منهما.. الأولى هى مريم ابنة الصادق المهدى وزيرة خارجية السودان، دارسة الطب الذى لم تعمل به إلا قليلا، وايضا دارسة القانون ونائب رئيس حزب الأمة، والتى شاركت فى الثورة السودانية، وتولت منصبها الوزارى فى التعديل الأخير فى حكومة حمدوك.. أما الثانية فهى المحامية نجلاء المنقوش ابنة بنغازى وأستاذة القانون والتى تولت مسئولية وزارة الخارجية الليبية فى حكومة الدبيبة التى تدير المرحلة الانتقالية لتجهيز ليبيا لانتخابات قبل نهاية العام الحالى.. وكلتاهما تدافعان بقوة الآن عن مصالح بلديهما وحماية أمنهما القومى فى مواجهة تحديات كبيرة يواجهها السودان وليبيا.
فإن الوزيرة مريم صادق المهدى منذ أن تولت مسئولية وزارة الخارجية السودانية وهى تخوض بقوة معركة سد النهضة الإثيوبى لتنبيه الأشقاء الأفارقة والعالم كله لخطر مماطلات وتعنت اثيوبيا فى إبرام اتفاق ملزم وقانونى مع مصر والسودان يحدد قواعد ملء وتشغيل السد بما لا يلحق ضررا بِبلدها.. ولذلك حرصت على التنسيق الكبير مع مصر فى هذه المعركة التى تحاول اثيوبيا خلالها السيطرة على النيل الأزرق والتحكم فى مياهه.. كما اهتمت بالتعدى للمزاعم الاثيوبية المتعلقة بالنيل الذى هو نهر دولى للسودان ومصر حقوق فيه، وليس بحيرة اثيوبية كما ادعى بعض المسئولين الإثيوبيين.. مع تنبيه اثيوبيا ان تنصلها من الاتفاقات التاريخية يهدد سيادتها على الأرض المقام عليها سد النهضة لأنها كانت أرضا سودانية وضعت اثيوبيا يدها عليها بحكم احد هذه الاتفاقات.. ولذلك صارت مريم الصادق المهدى مستهدفة ليست من الاثيوبيين فقط، وانما من بعض السودانيين أنصار النظام السابق الذى ضلّل السودانيين طويلا حول ذلك السد الاثيوبى، حينما صور لهم انه سيفيد السودان ولن يلحق به ضررا !
اما الوزيرة نجلاء المنقوش فإنها قررت ان تكون مهمتها الاساسية وهى تُمارس مسئوليات وزارة الخارجية الليبية انسحاب القوات الأجنبية، خاصة التركية، من الأراضى الليبية، وسحب تركيا الميليشيات المسلحة التى جلبتها إلى ليبيا.. وهذا لم يزعج الأتراك فقط خاصة بعد ان صار مصير اتفاقاتهم العسكرية والاقتصادية مع حكومة السراج مطروحا للإلغاء فى ظل الحكومة الليبية الجديدة، وانما اغضب ايضا بعض القوى والعناصر الليبية التى ترى فى الوحود التركى العسكرى بليبيا دعما لها، وفى مقدمتها جماعة الاخوان وحلفاؤها داخل ليبيا.. لذلك صارت نجلاء المنقوش مستهدفة من هذه العناصر والقوى داخل ليبيا، مثلما هى مستهدفة من الأتراك ايضا.
ورغم ذلك فإن كلا من الوزيرتين، مريم ونجلاء، يمارسان عملهما بقوة كبيرة وشجاعة بالغة لصالح بلديهما.