ما حكم ختم القرآن جماعة ؟.. الإفتاء تُجيب

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

 أوضحت دار الافتاء حكم ختم القرآن في جماعة، حيث أكدت أن هذه الهيئة التي عليها الناس في ختم القرآن صحيحةٌ وجائزةٌ شرعًا، وفي عموم الأدلة من القرآن والسنة وعمل السلف الصالح ما يدل على ذلك، فالتكبير من سورة الضحى عند ختم القرآن الكريم سنةٌ متبعةٌ ثابتةٌ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والصحابة والتابعين ومن بعدهم، وهي قراءة ابن كثير رحمه الله تعالى، ووردت أيضًا عن بقية القُرّاء، مع إجماعهم على أن هذا التكبير ليس قرآنًا، وإنما هو ذكرٌ مشروعٌ بين سُوَرِ الختم لتعظيم الله تعالى.

وأوضحت الدار أن هذا ما عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، عند أهل الأمصار في سائر الأقطار، عند ختمهم القرآن الكريم في المحافل واجتماعهم في المجالس، وكثير منهم يقوم به في صلاة رمضان ولا يتركه عند الختم على أي حال كان.

وأشارت الإفتاء أن العلماء اتفقوا أيضًا على جواز قراءة سورة الإخلاص ثلاث مرات، فقد ورد في الخبر الصحيح أنها تعدل ثُلُثَ القرآن، فإذا قُرِئَت بالتكرار في الختم لا على جهة العرض وتلقي الرواية، وأُمِن مع ذلك مِن إيهام تكرارها في المصحف، فذلك جائز شرعًا ولا حرج فيه، وعليه عمل المسلمين من غير نكير.

وكذلك الحال في قراءة سورة الفاتحة وأول البقرة بعد الختم، فذلك أمرٌ جاء الشرع باستحبابه، وأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وصحّت به الرواية من طريق ابن كثير رحمه الله تعالى؛ فإن آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وخواتيم البقرة فيها الثناء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المؤمنين، ورفع الحرج عنهم وعدم المؤاخذة، وطلب العفو والمغفرة والرحمة والنصر، وفي ذلك تيمن بالقبول واستجابة الدعاء بعد القراءة.

وأما الذكر بأسماء الله الحسنى ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم الدعاء: فداخل في مشروعية الدعاء عند ختم القرآن الكريم، وهو سُنّة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد فعلها الصحابة والتابعون، ونص الفقهاء على مشروعيتها؛ لقول الله تعالى: "وَللهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" [الأعراف: 180]، والأمر المطلق بالدعاء يقتضي عموم الأزمنة والأمكنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تخصيصه أو تقييده بحال دون حال إلا بدليل، وإلا كان ابتداعًا بتضييق ما وسعه الله سبحانه وتعالى، محذرة المنكرون قائلة لهم؟ فليتق الله أولئك المنكرون على المسلمين عبادتهم، وليحذروا من التقول على الله بغير علم، وليكونوا عالمين بما يأمرون به وينهون عنه، مدركين لمآلات الأحكام قبل أن التصدر للفُتيا.

 

شاهد ايضا :- متى يكون إعطاء الأبناء من أموال الزكاة جائزًا؟.. «الإفتاء» توضح