حرب أكتوبر.. «كنافة وقطايف» لجنود الجيش المصري على الجبهة

كنافة وقطايف لجنود الجيش المصري على الجبهة
كنافة وقطايف لجنود الجيش المصري على الجبهة

رضوى ايهاب

شهدت أوائل السبعينيات توترًا شديدًا على الجبهة المصرية، حيث عاش الجيش المصري في الثلاث سنوات التي سبقت انتصار أكتوبر العظيم حربًا عرفت باسم حرب الاستنزاف، وكانت بمثابة استنزاف لقدرات الاحتلال الإسرائيلي وليس على أساس المواجهة المباشرة معه ومنعه من الوصول إلى منطقة غرب القناة.

عاش الجيش المصري الأجواء الرمضانية لأكثر من رمضان، ولكن هل سأل أحد نفسه في مرة هل كان يصوم الجنود وكيف كانوا يقضون يومهم في الشهر الفضيل.. هذا ما رصدته مجلة آخر ساعة عام 1970 عن أحوال الجنود البواسل في ذلك الوقت من العام.

من حق الجندي أن يفطر.. هكذا صدرت الأوامر الصريحة بفتوى رجال الدين ولكن من حق الجندي أيضا أن يصوم ويسمح له بتكسير هذا الأمر فإن العلاقة بين الفرد وربه لا يمكن لأحد أن يتدخل فيها ولكن كان الصيام بشرط واحد ألا يكون الصيام سببًا لإخلال الجندي بواجباته القتالية، وأن ينفذ كل التزاماته العسكرية نحو وحدته دون كسل ودون طلب لساعات إضافية من الراحة.

يذكر أن كل شئ في جميع الوحدات كان يسير على ما يرام لا تشعر بفارق بين انضباط الجنود وحيوية مواقع الوحدات في الأيام العادية وشهر الصيام الخطوة السريعة هي نفس الخطوة الخدمات هي نفسها الأطقم على المدافع وفي الدبابات ونقط الملاحظة لا تنام حتى في ساعة الإفطار، فكان هناك تناوب بين الجنود لم يتغير شئ سوى مواعيد الأكل في الإفطار والسحور.

كانت الوحدات تتسحر قبل النوم في تمام الساعة الحادية عشر تقريبا، وتتسحر في الملاجئ وفي ظلام دامس وكان الطباخين في الوحدات يتبارون مع ربات البيوت في تقديم وجبات إفطار للجنود شهية ولذيذة فكل ما كان يتواجد على موائد رمضان في البيوت تجده في موائد الوحدات حتى الحلويات من كنافة وقطايف تبارى الطباخون في عملها وتقديمها على موائد الوحدات للجنود.

لا يمكن أن ننكر أنه وإن تشابهت الأجواء إلا أن الضغط النفسي الذي عاشه جنود جيشنا الباسل وبعدهم عن أهلهم واستعدادهم للتضحية بأنفسهم من أجل تراب هذا الوطن كان عاملاً أساسيا في نجاح حرب أكتوبر بانتصار عظيم تتحاكى بها دول العالم حتى وقتنا هذا.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا|في ليلة القدر.. كرة ضوء مستديرة تظهر في سماء اليمن !