حبوا بعض

أمنية طلعت
أمنية طلعت

وسط هذا السيل من الدراما المصرية المنتجة خصيصاً لموسم رمضان، يجذبنى مسلسل لعبة نيوتن بشكل خاص جداً، لأن موضوعه نكأ جرحاً نسائياً نازفاً.
فى عام 2017 طلب الرئيس عبد الفتاح السيسى من فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب صراحة أن يكون الطلاق موثقاً فقط وأن لا يتم الاعتراف بالطلاق الشفوى حتى نفتح الباب للأزواج لمراجعة أنفسهم، فى محاولة لتقليل حالات الطلاق والتفكك الأسرى الذى ارتفعت نسبته فى مجتمعاتنا. لكن كالعادة تعنت الأزهر متمسكاً بفتاواه التاريخية التى يصر أن يحكم بها حياتنا فى القرن الحادى والعشرين.
لقد نكأ مسلسل لعبة نيوتن جرح الكثير من النساء، ليس فقط بمسألة الطلاق الشفوى ولكن بفتح ملف أوجاع المرأة المصرية بشكل عام، فنحن للأسف مازلنا نعيش فى مجتمع يرى المرأة مواطنا درجة ثانية، فهى حتى لا تأخذ ما هو محلل لها شرعاً مثل الميراث، وهى بلا رأى فيما يخص تعليم أطفالها أو حتى فيما يخص صحتهم، وقد تجد نفسها فى الشارع بعد أن يتخطى أبناؤها سن الحضانة أو تقبل زواج زوجها عليها لمجرد أنها بلا مصدر للدخل بعد أن تكون قد أفنت عمرها فى خدمته. ومازلنا فى انتظار الأزهر ليعيش معنا فى القرن الحادى والعشرين.