سحور رمضان.. البيتي يكسب ولا عزاء للدليفري وأكل الشارع

سحور رمضان
سحور رمضان

◄ الفول المدمس مسمار بطن الصائم.. والزبادى للترطيب والوقاية من العطش
ربات البيوت: نصنع وجبات السحور بالمنزل لضمان نظافتها ولتقليل النفقات

«تسحروا فإن في  السحور بركة» هذا ما علمنا إياه رسولنا الكريم، لذا فإن وجبة السحور في الشهر الكريم لها أهميتها، وواحدة من أهم طقوس رمضان، ولها أطعمة بعينها تميزها ولا يستغني عنها الناس، وعلى رأس وجبة السحور نجد طبق الفول «مسمار البطن» وكوب الزبادي «المرطب»، ونجد المصريين بصفة خاصة يهتمون كثيراً بهذين الصنفين، منهم من يشتري يومياً، ومنهم من يقوم بعملهما في المنزل، ولكن في النهاية فإن الإقبال عليهما يتضاعف خلال هذا الشهرالكريم .

اقرا ايضا|ملوك «الطرشي» في البحيرة.. رعاة المائدة الرمضانية| فيديو

فى البداية يقول عم محمود، صاحب محل ألبان، ويقوم بتصنيع الزبادي طوال العام، إن الإقبال يتضاعف خلال شهر رمضان على منتجات الألبان عامة، وعلى الزبادي بصفة خاصة، لأنه يعد من أساسيات السحور لما له من فوائد عديدة، فله دور في تقوية مناعة الجسم، ويحافظ على ترطيب الجسم والوقاية من العطش طوال ساعات الصيام، إضافة إلى أن كبار السن يعتمدون عليه بشكل أساسي لأنه وجبة خفيفة ومفيدة في نفس الوقت.
وأوضح عم محمود أنه يقوم بتجهيز اللبن في الصباح، ووضعه في «الدفايات» وهي الماكينات المخصصة لتصنيعه، وبعدها يخرجه ويضعه في الثلاجات من العصر ليبيعه بعد ذلك للناس، لافتاً إلى أن هناك محلات وسوبر ماركت تشتري كميات من «الزبادي البلدى» لأن الكثير من الزبائن تفضله عن المعقم، لخلوه من المواد الحافظة.                                                                                                                 يعمل عم محمود في تجارة الألبان ومنتجاته  منذ زمن بعيد، متوارثاً المهنة من أبويه، وأشار إلى أنه كان من المعتاد في الماضي عمل الزبادي في الأواني الفخارية، إلا أنه الآن  أصبح يتم استخدام العلب البلاستيكية، مضيفاً أن البعض عاد لاستخدام الفخار في تصنيع وتعبئة الزبادي لما له من طعم مميز ومختلف، موضحاً أن الأسعار ترتفع باستمرار نظراً لارتفاع سعر الخامات المستخدمة.
 عماد محمود صاحب شركة لتسويق الزبادي أسسها ومجموعة من أصدقائه، أشار إلى أن الإنتاج والبيع يتضاعف بشكل كبير في شهر رمضان، ولو أنهم ينتجون مائة عبوة في اليوم العادي، فإن الإنتاج قد يصل لألف في رمضان، نظرا لاعتماد الكل تقريبا عليه في السحور، إضافة إلي بعض استخدماته في أطباق مختلفة على مائدة الإفطار.                                                                                                     ويوضح عماد أنهم أسسوا صفحة على الفيس بوك لمواكبة التطور في التسويق،  منوهاً إلى أنها تعد فقط للدعاية ولا يكون هناك شراء من خلالها لأن منتجات الأكل خاصة التي لها صلاحية أيام لا يفضل الزبون شراءها عن بعد، معلقا على أن الكثير من الناس يفضل الزبادي البلدي لأنه لاتضاف لها مواد تزيد من صلاحيته ، وبالتالي يكون فريش وطازج باستمرار، وتكون صلاحيتها أيام فقط من تاريخ الإنتاج.
 ويأتي طبق الفول في المرتبة الأولى لدي غالبية الصائمين، لكونه يمكث في المعدة لمدة طويلة خاصة في تلك الأيام التي تقترب  فيها ساعات الصيام من 15 ساعة، ويقول عبد الشكور، أحد أقدم بائعي الفول بشبرا إن شهر رمضان رغم إنخفاض حركة البيع نهاراً، فأن الليل يتضاعف فيه البيع.     متابعا أن أغلب الناس يشترون الفول والقليل من يشتري الطعمية والباذنجان خوفاً من الحموضة في ساعات النهار، لافتاً إلى أن أسعار السلع أصبحت مرتفعة جدا، إضافة إلى أسعار الوقود والكهرباء وغيرها من الأمور التي تضاف على مدخلات التصنيع، قائلا:ً «كنت زمان ببيع بالخمسة قروش فول، لكن دلوقتي أقل حاجة 5جنيهات ودي يا دوب تكفى فردين بالعافية».
ومن ناحية أخرى فإن العديد من السيدات اتجهت لعمل وجبات السحور في المنزل،  فتقول الحاجة فاطمة ربة منزل وجدة، أنها اعتادت منذ بداية حياتها أن تقوم بإعداد كل شيء في المنزل لأولادها، حفاظاً على صحتهم من الأكل الجاهز والمصنع.
وأضافت أنها تشتري الفول بالكيلو، وتقوم بطهيه في البيت، قائلة «الأول بنقعه حوالي 12ساعة، وبعدها أحطه على النار، وأحط عليه فصى ثوم وطمطماية وشوية غلة وشوية عدس ولمونة، واسيبه على النار من 4 إلى 5 ساعات، وبيبقي زبدة، وبعد لما يبرد أعبيه في أكياس واحطه في الفريزر»، مشيرة إلى أنها قامت بهذا قبل رمضان بيومين، لتستخدمه طوال الشهر، مؤكدة انها توفر أكثر من 50% من النفقات. وأوضحت أم أحمد ربة منزل أنها منذ عامين تقريبا أصبحت تصنع هي الزبادي لديها في المنزل «أوفر وأضمن» قائلة: «اشتري كيلو اللبن بـ 10جنيهات، وعلبة زبادي جاهز «منفحة» بيعملولي حوالي 10 أكواب من الحجم الكبير التي تباع بـ 4 جنيهات، يعني توفير أكتر من 25جنيهاً، وكمان حاجة مضمونة».  وتابعت أنها اشتهرت وسط جيرانها بمهارتها في تصنيعه، فأصبح الكل يأتي لها بالمكونات والأكواب وتقوم هي بعمله لهم، مؤكدة أنها تكون سعيدة جداً خاصة أنها تضع نية المساعدة في سحور مسلم، وتابعت أنها أيضاً أصبحت تستخدم مكسبات الطعم واللون لإضافة نكهات للزبادى حتى يقبل عليها الأطفال.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي