حكايات| مهنة محرمة على الغريب.. حامل أسرار صناعة «الأختام النحاسية»

اليدوي يقاوم «الكمبيوتر».. حامل أسرار صناعة «الأختام النحاسية»
اليدوي يقاوم «الكمبيوتر».. حامل أسرار صناعة «الأختام النحاسية»

كتب: حمد الترهوني 


على إحدى نواصي مدينة ملوي في المنيا يجلس «عم محمود» وأمامه «طرابيزة» صغيرة وأمامه عشرات الأختام النحاسية، محاولا الحفاظ على واحدة من أكثر المهن المعرضة للاندثار.

 

يتمسك عم محمود بكل تفاصيل مهنة صناعة الأختام، والتي لا يستخدما سوى «العواجيز» ممن لا يستطيعون الإمساك بالقلم ولم يتلقوا التعليم الذي يمكنهم من التوقيع. 

 

محمود تهامي رجل ستيني، متزوج ولديه 3 أولاد جميعهم في مرحلة تعليمية مختلفة، يمتهن صناعة الأختام النحاسية من عمر 7 سنوات داخل ورشة، بعد أن أخذ جده والده على عاتقهما تعليمه.

 

 

ورغم ضعف العائد المادي لصناعة الأختام النحاسية، يتمسك «تهامي» بعدم تعليمها إلى أي شخص غريب، حيث ورثها عن الأجداد، ويعتبر الوريث الثالث في عائلته، لما تحمله من أسرار كبيرة تحتاج إلى التعامل بكل أمانة وشرف لعدم التلاعب بمصالح الناس والحفاظ على خصوصياتهم وممتلكاتهم.

 

اقرأ أيضًا|  آية محسن.. «اسكندرانية» اكتشفت كنزًا بالألوان في «الزلط»

 

يبدأ صانع الأختام يومه بعد صلاة الفجر؛ حيث يقوم بتجهيز عربته الخشبية التي يقوم بعرض بضاعته عليها من الأختام النحاسية لجذب الزبائن في واجهة شارع علي ابن أبو طالب في ملوي، لكي تلفت انتباه المارة الذين يرغبون في قطع الأختام.

 

 

رغم ظهور أنظمة حديثة وإلكترونية في التوقيع على الأوراق الرسمية، لا يزال الختم النحاس يحتفظ بمكانته حتى الآن، مع ظهور أختام الكمبيوتر، والتي اعتبرها أصحاب ورش الأختام النحاسية من السهل تزويرها وتقليدها.

 

لكن ورغم كل ذلك يقول عم محمود إن هذه المهنة غير كفيلة بسد حاجة أسرة مكون من 6 أفراد فربحها ضعيف جدا يومها لا يتعدي لـ40 جنيها و«يمكن يوم ما فيش لكن أعمل إيه ما عنديش غيرها ودائما أحلم وأدعو الله يرزقني بمشروع نعيش منه أنا وأولادي بالحلال عشان ما نمدش إيدينا لحد».