بسم الله

قضايا التجديد «2»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

حديث فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن قضايا التجديد، يعيد للأذهان النقاش الحاد الذى كان بين الشيخ والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة، منذ عام تقريبا. ويؤكد صحة ما ذهب إليه الدكتور الخشت من أهمية تجديد الخطاب الدينى، ومن وجهة نظرى ليس بينهما خلاف شخصى وإنما رؤى علمية ومنهجية محلها قاعات البحث. خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى طلب فى أكثر من حديث ومناسبة العمل على تجديد الفكر الدينى بهدف توعية الناس بصحيح دينهم والذى أصبح متهما بأنه وراء الإرهاب العالمى، وهى تهمة باطلة تسببت فيها جماعات الخوارج الإرهابية التى تطعن دين الله.
يتحدث الإمام عن ضرورةِ أن «يقومَ التجديدُ على الجمعِ بينَ التيسيرِ وتحقيقِ مقاصد الشريعة، والقواعد الكليَّة العامَّة». واقترح الإمام النزول إلى الواقع للَتعرَّفْ أولًا على القضايا المُشكِلة التى يُعانى منها الناسُ، ويحتاجون فيها إلى «التجديد». وبعد جمع هذه الاستطلاعات يتم عرضها على طاولةِ البحثِ فى هيئة كبار العلماء. وعَقَدَ المجلسُ الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمرًا فى المركز الدولى للمؤتمرات بمدينة الأقصر فى نوفمبر من عام 2015، بعنوان: «رؤية الأئمة والدعاة لتجديد الخطاب الدينى وآليات تفكيك الفكر المتطرف» شارك الإمام فيه ببحثٍ عن قضيَّة التجديدِ، قال فيه: أعتقدُ أنَّه آنَ الأوانُ لأنْ نتَّجِهَ بمؤتمراتنا هذه وجهةٍ أخرى عمَليَّة، تتعامَلُ فيها مع المشكلات والقضايا محلِّ الخلاف، أو محلِّ الصمت، أو محلِّ التهيّب من الاقتراب منها، من خلال «اجتهادٍ جماعى» يُدعى إليه كبارُ علماء المسلمين، ممَّن يحملون همومَ الأمة ومشكلاتها، ولم يَغرُرْهُم بريقُ الدنيا وأطماعُ السياسة والجاه والمال، لينظروا فى القضايا المُتعلِّقة بالإرهابِ والتكفيرِ والهجرة، وتحديد مفهوم دار الإسلام، والالتحاق بجماعات العنف المسلح، والخروجُ على المجتمع وكراهيته، ومفاصلته شعوريًا، واستباحة دم المواطنين بالقتل أو التفجير وأيضا قضايا المرأة والعمل والميراث، وما يتعلَّقُ بالأمور السياسية، كالديموقراطية وحقوق الإنسان، والحرية وحدودها، والمساواة الدستورية والقانونية، ومعاملات البنوك ونقلِ الأعضاء وتهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وتحديدِ أوائل الشهورِ العربيَّة بالحسابِ الفلكيِّ وغيرها.
دعاء: رب زدنى علماً.