العالم يعاني من نقص أعداد الطيارين.. والشرق الأوسط على أبواب الأزمة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حنان عز الدين

ضربت جائحة كورونا جميع القطاعات المختلفة فى جميع أرجاء العالم، ولم تترك ركن فى مكان ما فى العالم وإلا وطالته، وكان من هذه القطاعات التى تأثرت بشدة من جائحة كورونا قطاع الطيران فى كل العالم.

وتسببت جائحة (كوفيد-19) في نقص أعداد الطيارين على مستوى العالم، الأمر الذي تطلب تدخلًا عاجلًا لضمان عدم تعطل القطاع بسبب نقص إمداد الطيارين، وذلك وفقاً للنتائج التي توصلت إليها دراسة شركة أوليفر وإيمان، إحدى أبرز شركات الاستشارات الإدارية العالمية.

وبحسب نتائج دراسة أوليفر وإيمان، كان الشغل الشاغل لشركات الطيران في جميع أنحاء العالم، حتى عام 2020، هو استقطاب طيارين جُدد، وذلك بسبب ارتفاع حالات التقاعد، والقيود المالية للتوظيف، والنمو السريع في الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران وغيرها من التحديات، ومع ظهور جائحة كورونا، تعطلت عمليات شركات الطيران، الأمر الذى أدى إلى تراجع الطلب على الطيارين.

اقرأ أيضا| أفضل مداخلة| الصحة: مصر خالية من سلالة كورونا الهندية حتى الآن

وفى مصر أدرك القائمون على الطيران مبكراً وجود المشكلة ووضعت خططاً مستقبلية لمواجهة مشكلة تناقص أعداد الطيارين بالشركة الوطنية "مصر للطيران" وذلك قبل ظهور الجائحة بتعيين أعداد جديدة من شباب الطيارين خاصة مع استلام الشركة الوطنية مصر للطيران لعدد كبير من الطائرات الجديدة فى إطار تحديث أسطولها فكان القرار بقبول طيارين جُدد فى إطار تطوير العنصر البشرى بالشركة الوطنية.

وبدأ خضوع المقبولين لاختبارات الشركة الوطنية على جميع المستويات لاختيار أفضل العناصر من المقبولين ويخضع هؤلاء الطيارين الجُدد للتدريب، خاصة أن تتهافت شركات الطيران العربية على الاستحواذ على هؤلاء الطيارين وبالمصادفة واجه العالم كله مشكلة التناقص لتجد مصر حلول فعلية للمشكلة.

وكشفت نتائج دراسة أوليفر وإيمان، بالتزامن مع احتفال العالم باليوم العالمي للطيارين الذي يوافق يوم 26 أبريل، بالرغم من أنه من المستبعد حدوث تراجع في أعداد الطيارين بمنطقة الشرق الأوسط،  حتى منتصف العقد الجاري، إلا أنه يُتوقع أن تشهد مُجددا نموًا مستقرًا حتى عام 2029، كذلك، نظرًا لاعتماد المنطقة على الطيارين الأجانب بشكل كبير، فإن نمو أعداد الطيارين في المنطقة قد يؤثر على الإمداد لغيرها من المناطق حول العالم. 

وفي تعليقه على النتائج، قال مايكل ويتي، الشريك في قسم النقل والخدمات في شركة أوليفر وإيمان: «بينما تُركز شركات طيران في الوقت الحالي على معالجة التداعيات المباشرة للوباء، عليها لزامًا الاستعداد لمواجهة النقص الوشيك في عدد الطيارين في سبيل إعادة نمو العمليات وإعادة بنائها خلال السنوات القادمة، وتتسم هذه الاستعدادات بأهمية خاصة لمنطقة الشرق الأوسط، في ظل الإجراءات التنظيمية المعلنة حديثاً وتوفر اللقاح محليًا وفعاليات معرض إكسبو 2020 التي ستساعد على عودة القطاع إلى حالته الطبيعية، ونظراً للدور المحورى للنقل الجوى فى الاقتصاد، سوف يتعافى القطاع ويتعافى معه الطلب على الطيارين.

وبالرغم من استمرار شركات الطيران بالمنطقة، خلال فترة تعطل القطاع، استثمارها في برامج التدريب المحلية، إلا أن نمو أعداد الطيارين لا يزال محدوداً، في حين يعاني القطاع من تقدم إعمار القوى العاملة فيه بنسبة 20% من الطيارين فوق 55 عاماً، ما سيؤدي إلى مزيد من حالات التقاعد في السنوات القادمة.

ومن التدابير التي تستطيع شركات الطيران اتخاذها لمعالجة النقص الوشيك في أعداد الطيارين؛ تخفيض الطلب على الطيارين من خلال إعادة النظر في عمليات أطقم الطيران، الأمر الذي يؤدي إلى تخفيض إجمالي العدد اللازم من الطيارين، ومن ثم تقليل تكاليف العمليات.

وبحسب ما أوردته شركة أوليفر وإيمان، فإن تعزيز معدلات توافر الطيارين الجُدد عبر الاستثمار في برامج التدريب، واستقطاب القوى العاملة سيساعد على معالجة النقص في القطاع، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة.