إقبال كبير على صلاة التراويح

6 ملايين مسلم يؤدون الصلاة فى 2500 مسجد خلال رمضان بأمريكا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تزايدت أعداد المسلمين فى أمريكا خلال السنوات الأخيرة، ويحتفل آلاف المسلمين فى شهر رمضان الكريم على طريقتهم الخاصة، والأسر المسلمة فى أمريكا استعداداً لشهر رمضان فى احتفالية تسودها عادات وتقاليد قديمة. «تتعدد صور للمسلمين داخل المتاجر الأمريكية أثناء شراء احتياجاتهم حفاظاً على طقوس رمضان، وتشترى الأسر ما يلزمها من توابل ومستلزمات لتحضير الحلويات، وما تحتاجه من أوان منزلية، من المتاجر المنتشرة بكل أنحاء الولايات المتحدة.

لا تعد الأعياد الإسلامية ومنها عيد الفطر وعيد الأضحى عطلات رسمية على المستوى الفيدرالي الأمريكي، إلا أنه في ظل تنامي معرفة المجتمع الأمريكي بالإسلام والمسلمين اتجهت الكثير من المؤسسات التعليمية والاقتصادية وأصحاب الأعمال والشركات لتتفهم حق المسلمين في الاحتفال بأعيادهم ولا تمانع في منحهم عطلة غير رسمية. بل إن إدارات الجامعات والمدارس توصي بعدم عقد اختبارات في أيام الاحتفال وعدم تكليف الطلاب بواجبات منزلية مجهدة. وإن ظل البعض من أبناء الجالية لا يحصلون على هذه المزايا كلما قل العدد وازداد البعد عن مراكز تجمعات المسلمين الأمريكيين.
ولا تختلف طرق الاحتفال بالأعياد الإسلامية أو بشهر رمضان الكريم بين مسلمي أمريكا عنها في مصر، وتقيم كل المساجد الأمريكية صلوات التراويح، وتكتظ بالمصلين من مختلف جنسيات العالم. وتتميز مساجد أمريكا بأنها أكثر من مجرد مكان للعبادة، فمعظم المساجد تحتوى على مكتبات كبيرة، ومدارس لتعليم اللغة العربية ولتحفيظ القرآن الكريم، إضافة لقاعات المناسبات الدينية والاجتماعية والترفيهية. وفى الوقت الذى كانت فيه مساجد أمريكا تتميز بصغر مساحتها خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بدأ المسلمون خلال السنوات العشرين الأخيرة في بناء مساجد ضخمة لتستوعب الأعداد المتزايدة منهم خاصة مع بروز الجيل الثاني من أبناء المهاجرين المسلمين. ويبلغ عدد المساجد في أمريكا  1209 مساجد. 
يمكن لأي فرد أن يستشعر أجواء العيد ومن قبله شهر رمضان من خلال كم الزحام والإقبال على المتاجر العربية والإسلامية لشراء الاحتياجات الضرورية. ويزداد الازدحام خلال الأسبوع الأخير من رمضان خاصة في المحال التي تبيع «اللحوم المذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية»، وهى محال منتشرة أيضا في أغلب مناطق تركز الجاليات الإسلامية. وتتضاعف المبيعات طول شهر رمضان وفى مناسبة استعداداً لتجمعات ودعوات الأهل والأصدقاء. أن مبيعات الأغذية خلال شهر رمضان تعادل ثلث حجم المبيعات السنوية. من ناحية أخرى تحرص الشرطة الأمريكية منذ بداية رمضان وخلال إقامة صلاة التراويح كل مساء وحتى الانتهاء من صلاة العيد على التواجد باستمرار على الطرق المؤدية للمساجد حرصاً على سلامة المشاة من المصلين وحفاظاً على أمن المساجد وروادها. ويقوم أفرادها المصلون بواجبهم وهو ما يدل على رسوخ مفهوم المواطنة في المجتمع الأمريكي، كما يدل على احترام مؤسسات هذا المجتمع لجميع الجماعات الإثنية والطوائف الدينية المكونة له.
ولا يعرف أحد بدقة أعداد المواطنين الأمريكيين المسلمين، لأن الإحصاءات الرسمية الأمريكية لا تأخذ الدين (العقيدة) بعين الاعتبار لأنه يعد أحد أهم الحقوق والحريات الإنسانية الخاصة التي لا يجب أن تتدخل فيها الدولة. إلا أن بعض الاستطلاعات المستقلة تقدر العدد بحوالي 6 ملايين مسلم لديهم ما يقرب من 2500 مسجد يتوزعون في كل الولايات الأمريكية الخمسين. دخل الإسلام في المجتمعِ الأمريكي عن طريقِ المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا والدول الإسلامية الآسيوية، وأخذت الأجيال الأولى تنجب أجيالاً ثانيةً، ومن ثمَّ تكاثر المسلمون في المجتمع الأمريكي خاصةً مع بدء اعتناق الأمريكيين الأصليين للدين الإسلامي.. الأمر الذي جعل الإسلام هو الدين الأكثر نموًا في الولايات المتحدة، وحاليًا تنشط على الأراضي الأمريكية العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية الإسلامية، ومن أهمها مجلس تنسيق العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير»، وكذلك «مؤسسة القدس»، وكل هذه  المؤسسات تعمل على خدمةِ المسلمين على المستويات الاجتماعية والسياسية أيضًا المسلمون في شهر رمضان على الطريقة الأمريكية احتفظ المسلمون المقيمون في المجتمع الأمريكي-  سواء من يحملون الجنسية الأمريكية أو غيرهم- بالعادات والتقاليد الإسلامية في خلال الشهر الكريم، فكل أسرة تحمل تقاليدَ مجتمعها، وتعمل على إحيائها في بلادِ الغربةِ، فعلى سبيل المثال لا تزال الأُسر تحرص  على التجمعِ على مائدةٍ واحدةٍ للإفطار معًا من أجلِ تقوية العلاقات بين جميع أفرادِ الأسرة والمجتمع الإسلامي هناك عامة، كذلك يشهد الشهر الفضيل إقبال المسلمين غير الملتزمين على الصيام.. الأمر الذي يُشير إلى الدفعةِ الروحية التي يُعطيها الصيام للمسلمين في داخل وخارج أوطانهم، كذلك تمتلئ المساجد بالمصلين وخاصةً صلاة التراويح، إلى جانبِ تنظيم المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية العديدَ من  الأنشطة التعريفية بالصيام وفضله وبالإسلام عامة، فيتحول الشهر الكريم إلى مناسبةٍ دعويةٍ إرشاديةٍ  للمسلمين وغير المسلمين. ومن مظاهر تفاعل المجتمع الأمريكي عامةً مع الشهر الكريم اهتمام وسائل الإعلام بحلولِ الشهر، 
ونشر الصحف مواعيد بدء الصيام، وكذلك نشر المواد الصحفية الخاصة بالشهر من عادات وتقاليد المسلمين.  وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية، فيليه ستيك بالجبنه  واللحم المحفوظ والبيتزا ولفات كركند البحر واللوبيا والفراخ المحمرة والجامبالايا   ولحم صدر البقر المشوى وصلصة الفلفل الأحمر الحار  ومن المظاهر الجديدة  في أمريكا وعلى مستوى الأفراد بدأ الأمريكيون من غيرِ المسلمين في التعرُّف على الصيامِ والعبادات الإسلامية.. الأمر الذي يُعطي صورةً عن تقديم المسلمين الأمريكيين نموذجًا جيدًا للدين الإسلامي، وهو ما جعل الإسلام بالفعل الدين الأكثر انتشارًا ونموًّا.