كيف تحفظ نفسك من العين والحسد؟

القرأن الكريم
القرأن الكريم

العين والحَسَد كثيراً ما يتوارد على الأسماع ويُتداوَل بين النّاس في أحاديثهم العامّة أنّ فلاناً من النّاس معيون، أو مصاب بالعين، أو أنّ فلاناً حاسِدٌ للآخرين، وتكثُر الأسئلة في برامج الفتوى وعبر المواقع الإلكترونيّة حول العين والحسد؛ خاصّةً عن ماهيّته، وأعراضه، وكيفيّة وقاية النّفس وحفظها من العين والحسد، أو كيف يكون علاجهما إذا أُصيب شخص ما بهما، وقد تختلف الأقوال والمواقف بين إثبات العين والحسد والإقرار بآثارهما على الجسد والنّفس، وبين وجهةٍ متّزنةٍ تؤمن بأنّ العين والحسد حقّ، لكنّهما لا تبرِّر كلّ تعثُّرٍ أو أذى يصيب الإنسان بهما.

 وفي هذا المقال بيانٌ لمفهوم العين والحسد، وتوضيحٌ لكيفيّة حفظ الإنسان لنفسه منهما، وذِكرٌ لمواطن ذكر العين والحسد في القرآن الكريم والسُّنّة النبويّة. تعريف العَيْن والحَسَد يختلف تعريف العين عن الحسد، وفيما يأتي بيان ذلك كيفيّة حِفظ النفس من العين والحسد إنّ حِفظ النّفس من العين والحسد يكون بتجنيبها أسبابهما، فعلى المسلم حتّى يحفظ نفسه من الإصابة بالعين والحسد أن يلتزم ببعض الأمور والأفعال.

اقرأ أيضا| عمرو خالد: كيف تتخلص من الغل والحقد والحسد وتنقى صدرك؟ 

 منها ما يأتي:[6] التحصّن بالأذكار الشّرعيّة التي أُثِرت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ووردت عنه، منها: قراءة المعوّذات وآية الكرسي، والمداومة على أذكار الصّباح والمساء، وأذكار النّوم والاستيقاظ منه، ومن بينها الدّعاء بقول: (أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شرِّ ما خلَق)،[7] وكذلك الدّعاء بقول: (مَن قالَ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ، وَهوَ السَّميعُ العليمُ، ثلاثَ مرَّاتٍ، لم تُصِبهُ فَجأةُ بلاءٍ حتَّى يُصْبِحَ، ومَن قالَها حينَ يصبحُ ثلاثُ مرَّاتٍ، لم تُصبهُ فجأةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسيَ).[8] إعاذة النّفس والأولاد والأموال وسائر النِّعم وتحصينهم، وممّا رواه الصّحابة -رضي الله عنهم- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُعَلِّمُنا كَلِماتٍ نَقولُهُنَّ عِندَ النومِ منَ الفَزَعِ: بسمِ اللهِ أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن غضَبِه، وعِقابِه، وشرِّ عِبادِه، ومِن هَمَزاتِ الشياطينِ وأنْ يَحضُرونِ).[9] الإكثار من ذكر الله -تعالى- في الأوقات والأحوال العامّة. ترك مظاهر التزيّن الزّائد في النّفس والمال والولد، واجتناب التباهي بها وكثرة الحديث عنها بين النّاس؛ لأنّ في ذلك مدعاةً للإصابة بالعين أو الحسد ، العين والحسد في النّصوص الشّرعيّة  وفي القرآن الكريم  ذكرت فى عدّة آيات   أو دلالتهما.

 ممَّا يؤكد أنّهما حقّ واقع ومُمكن الحدوث، ومن هذه الآيات ما يأتي:[10] قول الله -تعالى- في سورة البقرة واصفاً حسد الكفّار للمؤمنين على إيمانهم: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ...).[11] قول الله -تعالى- في سورة القلم، واصفاً نظرة الكافرين للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ)،[12] والمراد بكلمة (ليزلقونك): أي يُصيبك القوم الكافرون بالعين.[13] قول الله -تعالى- في سورة الفلق، وهي إحدى المُعوّذات التي تَرِد فيها الاستعاذة صراحةً من الحسد والحاسدين: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).[14] العين والحسد في السُّنة النبويّة وردت عدّة أحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تذكر العين والحسد، وتأمر بالاستعاذة منهما، ومن هذه الأحاديث ما يأتي: الحديث الذي روته أمُّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (استعيذوا باللهِ من العينِ، فإنَّ العينَ حقٌّ).[15] والحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (العينُ حقٌّ، ويحضرُها الشيطانُ وحسدُ ابنِ آدمَ).