دراسة: تعطيل الدراسة بسبب «كورونا» يؤدي لكوارث بالفئات الأشد فقراً

أرشيفية
أرشيفية

توقعت دراسة حديثة للبنك الدولي أن يلحق تعطيل الدراسة الضرر بالفئات الأشد فقراً، ففي إثيوبيا ونيجيريا، على سبيل المثال، كان احتمال أن يكون لدى أغنى 20% من الأسر المعيشية أطفال يشاركون في نشاط تعليمي بعد إغلاق المدارس أكثر من أفقر 20% من الأسر المعيشية.


وقالت الدراسة أن الشواهد تشير إلى تأثيرات طويلة الأجل لفقدان الوظائف. ويمكن أن تؤدي فترة بطالة للوافدين الجدد إلى سوق العمل إلى انخفاض دخلهم مدى الحياة بسبب فقدان زمن اكتساب الخبرة (المحتمل) وانخفاض قيمة المهارات والتأثيرات الدائمة التي يمكن أن تكون شديدة بشكل خاص على العمال من الأسر المعيشية الأفقر وأيضاً على أصحاب المهارات المحدودة. 

ولأسباب مماثلة، يمكن أن يكون لارتفاع معدل فقدان الوظائف بين النساء تأثير مستمر على تشغيل النساء وأيضاً على أجورهن، وقالت الدراسة إن الاستراتيجيات التي تلجأ إليها الأسر الفقيرة للتكيف مع فقدان الدخل مكلفة على المدى الطويل. 

وأظهرت الشواهد من الكوارث السابقة أنه عندما تتعرض الفئات المحرومة للصدمات، فمن الأرجح أن تلجأ إلى استراتيجيات للتكيف مثل تقليل استهلاك الغذاء وبيع الأصول المنتجة، مما يؤدي إلى انخفاض التراكم في رأس المال البشري والمادي. وللحرمان الغذائي للأطفال والأمهات عواقب وخيمة على المدى الطويل.

وتظهر البيانات المستمدة من المسوح الاستقصائية الهاتفية في 33 بلداً أن خفض الاستهلاك هو إستراتيجية التكيف الأكثر شيوعاً التي تستخدمها الأسر للتعامل مع حالات فقدان الدخل المرتبطة بجائحة كورونا، وتتبناها نحو 40% من الأسر المعيشية في المتوسط. 

وهذا ما تؤكده الدرجة العالية من انعدام الأمن الغذائي التي بينتها المسوح الاستقصائية، حيث استغنى أحد الأفراد في نصف الأسر المعيشية في المتوسط في البلدان الأشدّ فقراً عن تناول وجبة واحدة يومياً على الأقل في الشهر الماضي بسبب نقص الموارد.

وسيكون لتعطيل الدراسة تأثيرات طويلة الأجل في معظم البلدان منخفضة الدخل التي شملتها المسوح الاستقصائية الهاتفية، أكمل الأطفال في أقل من 30% من الأسر المعيشية واجباً دراسياً واحداً على الأقل طلبه المدرس منذ إغلاق المدارس، وتشير البيانات الأولية الواردة من البلدان مرتفعة الدخل (مثل بلجيكا وهولندا) إلى خسائر كبيرة في التعلم تزيد من عدم المساواة في التعليم.

وتشير نماذج المحاكاة التي أجراها البنك الدولي إلى أن حوالي 0.6 سنة من الدراسة بحسب جودة التعلم ستضيع على مستوى العالم بسبب عمليات إغلاق المدارس المرتبطة بجائحة كورونا ، مع حدوث جزء كبير من الخسائر فيما بين الأطفال في الأسر الأكثر احتياجاً.

ويمكن أن يكون لخسائر التعلم تكاليف طويلة الأجل لا يمكن تعويضها للأفراد والمجتمع على حد سواء.

وتشير الشواهد المستمدة من الكوارث الماضية إلى أن اضطراب الدراسة ووقع الصدمات يمكن أن يؤثران سلباً على التعلم وأن يفضيان إلى فوارق يمكن ملاحظتها في سنوات لاحقة. 

وتظهر إحدى الدراسات انخفاض مستوى التحصيل التعليمي لدى الأشخاص في الشريحة العمرية 14 و17 عاماً أثناء انتشار جائحة شلل الأطفال في عام 1916 في الولايات المتحدة مقارنة بأقرانهم الأكبر سناً الذين أكملوا تعليمهم بالفعل.

ونظراً لأن الأسر المعيشية الأكثر احتياجاً في البلدان النامية تعاني من فقدان الدخل، وخاصة بعد إغلاق المدارس، فقد يقل احتمال عودة أطفال بعضها إلى المدرسة مرة أخرى بعد انحسار الجائحة.

اقرأ أيضا || البنك الدولي : 7 دول مسؤولة عن ثلثي حرق الغاز في العالم