الحصار الاقتصادي.. جمال عبدالناصر يوجه كلمة مؤثرة لعمال مصر وسوريا

الرئيس الراحل جمال عبدالناصر - أرشيف أخبار اليوم
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر - أرشيف أخبار اليوم

في احتفال العمال بعيدهم في أول مايو عام 1964 احتشد مليون مواطن في ميدان الجمهورية لسماع خطاب الرئيس حيث تحدث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأشار إلى المكاسب التي حققها الشعب العامل كله.

 

وقال إن المكاسب لم تتحقق إلا بثمن غال دفعته قوى الشعب العاملة بالدم والعرق ولا يزال في المستقبل طريق طويل من الكفاح حتى يتم تحقيق الأهداف في رفع مستوى المعيشة وزيادة دخل الفرد والدخل القومي وحماية المكاسب التي تم تحقيقها.

 

ونشرت جريدة "الجمهورية" بتاريخ 2 مايو من نفس العام نص خطاب الرئيس وفيما يلي جزء من هذا الخطاب: 

 

"أيها الإخوة العمال من أول يوم لثورة 23 يوليو عام 1952 كان من الواضح أن هذه الثورة قامت من أجل الشعب العامل كله، من أجل إذابة الفوارق بين الطبقات ومن أجل إقامة عدالة اجتماعية ومن أجل إقامة حياة ديمقراطية سليمة والقضاء على الإقطاع والقضاء على الاحتكار وسيطرة المال على الحكم والقضاء على الاستعمار.

 

وبدأ الكفاح من يوم 23 يوليو ضد الاستعمار حتى نتخلص من الاحتلال البريطاني الذي ظل على صدورنا أكثر من 70 سنة وحتى نتخلص من 80 ألف عسكري بريطاني في منطقة القتال، وخرج الشعب العامل كله بعماله وفلاحيه ومثقفيه وجنوده خرجوا وحاربوا الإنجليز، ونتيجة لهذا خرج الانجليز بعد أن اتفقوا معنا عام 1954 وتم جلاء الانجليز عام 1956.

 

اقرأ أيضًا| مدرس بلا رحمة.. ضرب طالبًا بـ«الشلوت» فأصابه بالشلل

 

ومن أول يوم كانت الثورة تنظر إلى حرية المواطن ولهذا في أوائل عام 1953 صدر أول قانون منع الفصل التعسفي لأنه كان الوسيلة التي اتبعتها الرأسمالية والاحتكار المتحكم ضد العمال وضد مطالب العمال.

 

والحقيقة أن المكاسب التي حققها العمال لم يحققوها بالثمن البسيط فقد كافحنا من أجل جلاء الإنجليز، وبعد ذلك كافحنا العدوان الثلاثي عام 1956، وبعد ذلك كافحنا الحصار الاقتصادي عام 1957، وانتصرنا في معركتنا من أجل الحرية والاستقلال وأصبحنا سادة أنفسنا، وعام 1957 كانت بداية العمل الإيجابي ولأول مرة استطعنا أن نخلق القطاع العام ونحقق سيطرة الدولة.

 

«ده الكفاح المرير الذي يجب أن نذكره اليوم ونحن نحتفل بهذا العيد، عيد العمال وعيد مكاسب العمال لابد أن نذكر الناس اللي سقطوا في بور سعيد وفي الحرب مع إسرائيل ومع بريطانيا وفرنسا واللي سقطوا في حرب العصابات مع الإنجليز هؤلاء الناس هما اللي دفعوا الثمن، الأطفال والنساء والرجال والشيوخ اللي ماتوا، ونذكر الناس اللي ماتوا في أثناء عمليات الانسحاب في سيناء إلى القنال والناس اللي صمدوا على حدود إسرائيل كانوا منتصرين حتى صدرت إليهم الأوامر بالانسحاب، كل دول دفعوا ثمن الانتصارات اللي احنا بنحتفل بيها اليوم.

 

لا يوجد شيء أبدًا يتحقق ببساطة، لا يوجد شيء يؤخذ بثمن بخس، كل شيء تتحقق بالدم والعرق والجهاد والكفاح، ونحن اليوم حققنا جزء كبير من العدل والكفاية ولكن هل ما حققناه يكفينا؟ لا.. لسه قدامنا عمل كثير فلابد لنا أن نقيم المصانع ونضاعف الدخل القومي رغم زيادة عدد السكان ونرفع مستوى المعيشة ونزيد دخل الفرد، كل دي أعمال مطلوب مننا نحققها، إذن أمامنا كفاح طويل ومستمر.

 

والجدير بالذكر أن العمال في مصر في عهد ما قبل الثورة كان يمر يوم أول مايو عليهم وهم يعلمون أنه يوم عيد العمال في العالم ولكنهم لا يستطيعون حتى أن يرفعوا علمًا واحدًا، فاحتفال العمال المصريين بعيد العمال محرمًا حتى لا يشط عامل بكلمة أو تصريح أو تلميح إلى الأوضاع الظالمة للعمال في هذا الوقت.

 

وكانت سلطات البوليس السياسي مساء أول مايو تنشط للقبض على زعماء العمال فتودعهم السجن إلى أن تنقضي المناسبة ثم تفرج عنهم، وذلك كما صدر في جريدة الأخبار عام 1964.

 

في عام 1962 احتفل عمال الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) لأول مرة بعيد العمال حيث حضر ربع مليون عامل المؤتمر العمالي الكبير الذي عقد في ميدان الجمهورية للاحتفال بهذه المناسبة، ويكون أيضا عيد لنجاح الثورة الاجتماعية والصناعية، وعيد للانتصارات يحمل معه بشائر النجاح.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم