كل سبت

احتواء أمريكى مشروط

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

عادت من جديد منطقة الشرق الاوسط الى قمة اهتمامات الرئيس الامريكى بايدن بعد انشغال طوال المائة يوم الاولى بالقضايا الداخلية والتى استحوذت على اهتمامات الادارة الامريكية الجديدة كما قال البيت الابيض بعد الكوارث التى ألحقتها فترة الرئيس السابق ترامب وما فعله وانصاره بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية واقتحام الكونجرس، بايدن ألغى الكثير من قرارات ترامب بل وتسير سياساته فى طريق مخالف تماما مع ادارة ترامب ويبقى الملف الايرانى واحداً من اكثر الملفات الشائكة امام الادارة الامريكية بعد سنوات من الصراع وضع منطقة الخليج العربى على شفا حرب مدمرة.
وازدادت الخلافات بين واشنطن وطهران مع اعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى فى مايو2018 والذى وصفه بأنه كارثى وأعاد ترامب فرض عقوبات قاسية على طهران فى خطوة تركت تداعيات واسعة على إيران والعلاقات الأمريكية الأوروبية التى كانت العواصم الاوروبية ترفض الخروج الامريكى من الاتفاق النووى مع طهران وتوترت العلاقات بين واشنطن وحفائها بالقارة العجوز إلى أسوأ حالاتها منذ الحرب العالمية الثانية.
التوافق الامريكى الإيرانى على إحياء الاتفاق النووى مع تنازلات متبادلة محل سعادة غامرة فى طهران رغم المنغصات التى احدثها الهجوم على موقع نطنز النووى ولا حتى التسجيل الصوتى المثير لوزير الخارجية ظريف الذى وجه فيه انتقادات لاذعة الى قاسم سليمانى الذى اغتالته امريكا قبل 15 شهرا ويعتبرونه زعيما سياسيا لايجوز المساس به.
على مدى أربعة عقود إيران تخوض صراعاتها من خلال وكلاء من الميليشيات مثل حزب الله وحماس ومرتزقتها فى العراق وأفغانستان ونقلتهم للقتال فى سوريا واليمن.
واشنطن وتل ابيب صراعهما مع طهران كان منطقه الحرب مع الوكلاء مثل حزب الله فى لبنان رغم أن الفاعل الحقيقى فى طهران إنما فى الفترة الأخيرة تطور الوضع بقتل قاسم سليمانى فى بغداد وبدأت مطاردة واستهداف سفن إيرانية فى البحر وردت إيران باطلاق صواريخ واعتراض سفن غربية تطور الى الضرب فى العمق الايرانى فى نطنز النووى والرد بضرب منطقة ديمونة الاستراتيجية بإسرائيل.
إعادة تفعيل الاتفاق النووى ورفع العقوبات عن إيران ربما تكون بداية لاحتواء امريكى لواحدة من ازمات المنطقة شريطة التزام طهران.