من التاريخ| «السلطان» الذى مات متأثراً بـ«الجولف»

 ضريح قطب الدين أيبك فى لاهور
ضريح قطب الدين أيبك فى لاهور

حافظ محمدى

هو أول حاكم من المماليك على سلطنة «دلهي»، أول دولة مستقلة فى «الهند»، بعد أن كانت تتبع سلاطين «غزنة» من «الغوريين» السلطان «قطب الدين أيبك».

يقول عنه الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: استعان السلطان «محمد بن سام الغورى» سلطان الدولة «الغورية» فى حكم بلاده بالمماليك الذين كان يشتريهم ويخصُّهم بعنايته، ويعدهم للغزو والجهاد، ويرقى منهم من تؤهله ملكاته ومواهبه للقيادة ومناصب الحكم، وعُرف من بين هؤلاء المماليك «قطب الدين أيبك» الذى كان أقرب هؤلاء المماليك إلى السلطان الغورى، والذى استطاع بمهارته وذكائه أن يصل إلى أعلى المناصب، وذلك لأنه كان بارعا فى إدارة الحرب وفنونه، وكان يتمتع بمقدرة عسكرية مميزة أهلته لارتقاء أعلى المناصب فى الجيش الغورى، وتجلت موهبته العسكرية من خلال اشتراكه مع الجيش الغورى فى معاركه ضد الهنود، ومن هنا جعل السلطان «الغورى» القائد «أيبك» قائدا عاما على الجيش وأقطعه مدينة «دلهي» وفوضه حكمها نيابة عنه.

يقول باشا: لم تطل الحياة بالسلطان «محمد الغوري» حيث تعرض للاغتيال فى سنة 603هـ، 1206م على يد أحد المتطرفين من المذهب الإسماعيلى، وبعد وفاته استقل «قطب الدين أيبك» بحكم الهند وذلك بسبب أن السلطان لم يكن له وريث يرث الحكم بعده حيث كان لا ينجب.

كان «قطب الدين أيبك» قائدا ماهرا وحاكما عادلا يتمسك بالإسلام ويكره الظلم والعسف، ويبغض نظام الطبقات الذى كان سائدا بالهند، وضبط الأمور فى دولته، وضرب بيد من حديد على أيدى قطاع الطرق، وأنفق بسخاء على الفقراء، وخضعت لحكمه المناطق الممتدة من ماوراء دلهى جنوباً إلى لاهور شمالاً، ومن الكجرات غرباً، إلى البنغال شرقاً، وكانت المساجد والمدارس تقام حيث تصل جيوشه.

بدأ «أيبك ببناء» المسجد الكبير فى دلهي، ودعاه «مسجد قوة الإسلام»، وهو مسجد رائع، كما بنى مسجداً آخر فى أجمير ما يزال يحمل اسمه.

توفى «أيبك» فى لاهور أَثَر سقوطه من على جواده وهو يلعب «الصوالجة» وهى لعبة تشبه «الجولف» عام 607هـ وخلفه ابنه «آرام شاه».