في واحدة من أغرب الوقائع، كتب صائغ يهودي بالقاهرة عقد بيع ابنته التي تدعى "فلورا" مقابل 100 جنيه، وشهد على عقد البيع 6 شهود منهم طبيب.
دخل الأب حافظ الياهو الطحان مكتب الشهر العقاري والتوثيق بشارع رمسيس, وكان بيده عقد, وأخذ يسأل عن طريقة تسجيله, طلب الدخول إلى مكتب موثق العقود, استقبله الموثق عبدالخالق موسى وقال له: أريد تسجيل هذا العقد, وأخذ في قراءته نصه الآتي:
أقر أنا الموقع أدناه: حافظ الياهو الطحان بأني بعت بنتي فلور حافظ الياهو الطحان إلى السيد إيلي أمين مرزوق بمبلغ 100 جنيه مصرية لا غير، وقد استلمت المبلغ المذكور منه وهو الآن حر التصرف فيها كيفما شاء حسب قوانين شرع الإسرائيليين القرائين، واستلمت المبلغ المذكور.
اقرأ أيضًا| فريد الأطرش يغني قصة حياته ويعترض على «كلمة»
إمضاء: حافظ الطحان، 69 شارع القبيسي – الظاهر.. وتوقيع ثانٍ: استلمت العبدة المذكور: إيلي مرزوق
وأصيب الموظف بالشهر العقاري بذهول عندما انتهى من قراءة العقد وتطلع إلى حافظ الياهو ليتأكد من قواه العقلية، وكان سليم العقل منتبها لا أثر للجنون على ملامحه، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 3 مارس سنة 1958.
فسأله الموظف: ما هذا؟.. حافظ: عقد بيع .. بعت بنتي.
الموظف: وهل يجوز بيع البنات في أي شريعة؟
حافظ : أنا قبضت الثمن 100 جنيه وأنت لك فقط أن تأخذ رسوم التسجيل دون مناقشة.
الموثق ارتفع صوته وقال: كيف تبيع ابنتك وكيف تطلب من الشهر العقاري تسجيلها؟ هذا مخالف للأديان والقوانين !!
استكمل الأب على طلب تسجيل العقد , واسرع الاثنين إلى الدكتور زكي محمود الشرقاوي الأمين العام للشهر العقاري, وقرأ الأمين العام العقد وأصابته الدهشة.. إنه أول مرة يشاهد عقد هكذا من قبل، موضحًا أن هذا العقد قائم صحيح لم ينكره البائع ولا يشتري ولكنه مخالف للنظام العام والآداب, ويجب لهذا السبب رفض توقيعه !
واستغرقت هذه المناقشات من العاشرة صباحا حتي الظهر, يئس الأب من التسجيل العقد فخرج يهدد بالشكوى إلى وزير العدل ! ومعه العقد والمشتري والشهود الستة والمائة جنيه والبضاعة "ابنته " !!
بعدها ذهب مندوب من "أخبار اليوم" يستوضح الأمر من السيد "يعقوب كوهين" مدير حاخمخانة اليهود القرائين وسأله: هل يجوز بيع أو شراء أحد أفراد الطائفة مقابل ثمن ؟
قال يعقوب : هذا مستحيل شريعتنا تبيح التنبي بشرط أن يكون المتبني رجلا صاحب أولاد , والذي لا ينجب أولادا لا يجوز له تبني أحد، أما بيع الابن فهذا محرم شرعا والبائع إذا ثبت عليه ذلك تحرم معاملته على كل الناس.
ثم توجهت "أخبار اليوم " إلى زوجة "ام فلورا" قالت وهي تبكي: أن ابنتها متزوجة من ايلي الذي يريد شراءها وأصيب زوجها بالجنون منذ شهرين وطرد ابنتي وأصر ألا تدخل منزله إلا إذا اشتراها بعقد بيع كالعبيد ! ولم نجد وسيلة لإقناعه إلا بكتابة العقد .
تستكمل الام انه اصر ان لا يقبل الشراء الا بعقد مسجل وان يدفع مائة جنية ثمنا للبيع , وذهب زوجي ومعه العقد والشهود الي الشهر العقاري لتسجيل العقد , ولكن الشهر العقاري رفض التسجيل وعدنا مرة ثانية لنقطة الصفر .
وتستطرد الأم: أنجبت ابنتي من "ايلي " ولدا وبنت في خلال 4 سنوات ولكنه أصيب بالجنون واصبح كالدراويش وضاع مستقبله وترك عمله كميكانيكي آلات دقيقة ليقضي كل الوقت في الكنيسة, لا يقبل العيش مع ابنتي إلا بعقد رسمي مسجل كالعبيد ولم يقبل بعقد ابتدائي.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
