أما قبل

الكل يدفع الثمن !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

 يا سبحان الله؛ عندما خسر فريق البنك الأهلى من الزمالك وظهر مهزوزا مفككا، خرج مدربه خالد جلال يصرخ ويشكو ويتهم توقف فريقه عن اللعب لفترة طويلة وقال: مش معقول نلعب ماتش ونقف أسبوعين أو عشرين يوما لنلعب مباراة أخرى!!
ولم تمض غير ٢٤ ساعة حتى جاءت صرخة الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى المدير الفنى للأهلى شاكيا وباكيا من شدة تألم لاعبيه لأنهم يلعبون مباراة كل ثلاثة أيام وأنه لا يجد الوقت الكافى لعلاج مصابيه وإراحة لاعبيه من الإجهاد الذى يفتك بعضلاتهم. وقال إنه برغم فوزه على المصرى إلا أن الفريق البورسعيدى كان أكثر جريا وبذلا للجهد لأنه ببساطة حصل لاعبوه قبل هذه المباراة على عشرة أيام راحة فيما يلعب الأهلى ثلاث مباريات كل ثمانية أيام!!
هذا التباين الرهيب فى توزيع المباريات والخلل الفادح والفاضح فى جدول مسابقة الدورى يمثل جريمة قتل حقيقية ليس فقط لمبدأ تكافؤ الفرص الواجب بين الأندية لأنه حتى التعطل الطويل يقتل لياقة اللاعبين كما يشكو مدرب البنك وغيره، ولكن لأن هذا الوضع قاتل فعليا لعضلات وصحة هؤلاء اللاعبين والضحية المباشر سيكون المنتخب الوطنى وكذلك الأوليمبى.
وإذا كان صوت الزمالك بالشكوى من هذا الوضع يبدو خافتا حتى الآن فى ظل تعطل وتأثر منافسه المباشر الأهلى الذى يدفع ثمن استمرار مشاركاته القارية الماضية والحالية بجدول مباريات محلى أقل ما يوصف به أنه غير آدمى، فإن الزمالك سيطاله هذا الوضع المضغوط لاشك حين يجد لاعبوه أنفسهم مطالبين باللعب كل ثلاثة أيام وهو ما بدأت آثاره تظهر على أبناء كارتيرون وبدأت همهمة الفرنسى تعلو!
لا أعرف كيف يحكم البعض منطق أن الفرق التى تشارك خارجيا مثل الأهلى والزمالك وبيراميدز هذا الموسم عليها تحمل ثمن هذه المشاركة من خلال جدول مباريات يضغط المؤجلات بشكل يهدد مسيرة وفرص هذه الفرق وكأن اتحاد اللعبة يعاقب هذه الفرق ولاعبيها على تجرؤهم بالمشاركة والنجاح فى أفريقيا.. أى منطق بل أى عقل يحكم هؤلاء؟!
المنتخب الوطنى الذى وقع فى مجموعة صعبة بكأس العرب بالدوحة وأمامه أيضا تحديات صعبة فى تصفيات كأس العالم ونهائيات الأمم الأفريقية لن يكون مدربه حسام البدرى سعيدا وهو يتسلم لاعبيه الدوليين جثثا منهكة وضحايا شاهدة على جريمة قتل كاملة، كما أن شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى الذى وضعته القرعة فى اختبار شاق بطوكيو وبما يهدد حلم الميدالية بين الإسبان والتانجو لن يستفيد فعليا وهو يستقبل لاعبيه منهكين خلصانين خالص!!
جدول الدورى وجريمة القتل فيه ظاهرة لا يجب أبدا أن يدفع به مسئولو الاتحاد دليلا على خطأ اللجنة السابقة باستئناف الموسم الماضى وهو ما كان يعارضه الصديق العزيز أحمد مجاهد لأن قرار العودة كان توجه دولة ورغبة مسئولة ومصلحة عامة ولكن ما الحل الآن؟
يقينى أن مجاهد يملك من الرغبة فى النجاح وتسيير شئون اللعبة على نحو انضباطى جاد ما يكفى للخروج من آثار هذه الجريمة الشنعاء، ويحسب له نجاحه الكبير فى فرض وجود الحكام المصريين فى لقاء القمة ولكن لابد من حلول شافية لآثار هذه الجريمة الظاهرة لأنه حتى ترتيب المباريات للفرق فيها تفوح منه روائح فجة تحتاج للإشارة لمصدرها وسببها، والأدلة كثيرة.
أعرف أن مجاهد ولجنته وضعوا الظروف أمام الأندية من قبل وكانت المفاضلة بين خيارات صعبة فالأندية التى ترتبط جميعها بتعاقدات وحقوق ليس سهلا عليها قبول قرار إلغاء المسابقة، وإلا فلماذا يرفض دوما كل مجلس لإدارة الاتحاد إلغاء مسابقة كأس مصر وهى البطولة الثانية ولا تتوقف عليها عملية صعود وهبوط.. لكن ازاى وهى مسابقة مملوكة للاتحاد وعوائدها تخصه وهو يحتاج لأموالها..؟!
تفاصيل الكلام فى الكورة ومشاكلها تفطر بجد خلّونا صايمين!!

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي