«إلقاء قنابل» و«تمثيل بالجثث» و«خطف نقيب».. اعترافات دامية لمقتحمي قسم كرداسة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«إلقاء قنابل» و«تمثيل بالجثث» و«خطف نقيب».. مشاهد دامية كانت تتصدر اقتحام قسم شرطة كرداسة والتي جاءت على لسان المتهمين أنفسهم عقب القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة وتنفيذ حكم محكمة النقض بإعدام عدد منهم ممن ارتكبوا جرائم القتل والتعذيب والتمثيل بالجثث.

ومن بين تلك الاعترافات ما كشفه عدد من المتهمين المضبوطين في مزرعة أمام سجن القطا بمنشاة القناطر والمتورطين في مذبحة ضباط كرداسة، حيث روي كل متهم منهم دوره في جريمة كرداسة التي راح ضحيتها 11 ضابطا وفرد شرطة اثر اقتحام مركز الشرطة في أعقاب فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة.

اعترف المتهمون وقتها أمام اللواء مجدي عبد العال مدير المباحث الجنائية والرائد عمرو فاروق بدور كل منهم في الجريمة وكانت بداية الاعترافات التي أدلى بها شحات رشيدة مسجل خطر واحد المشاركين في اقتحام مركز كرداسة، والذي قال انه من قام بالتعدي علي العميد الشهيد محمد جبر مأمور مركز كرداسة، وانه شارك في قتله، كما اعترف المتهم داخل معسكر قوات الأمن بالجيزة، انه شارك في عمليات سلب ونهب محتويات القسم من أثاث داخل مكاتب الضباط وغيره من الأسلحة الميري.

وأضاف المتهم الثاني أحمد الشاهد انه ارشد عن الشهيد النقيب هشام شتا معاون مباحث القسم، حيث كان الشهيد لجأ الي أهالي القرية الذين أخفوه داخل منزل احدهم وأعطاه صاحب المنزل "جلباب" لارتدائه للتخفي فيه والهرب من المتهمين، وأثناء خروج شتا من الشارع السياحي المجاور للقسم صرخ المتهم، مشيرًا إليه قائلاً: "اللي لابس جلابية ده ضابط هاتوه بسرعة" فطارده المتهم الهارب محمود غزلاني وأطلق عليه رصاصة من بندقية آلية اخترقت رأسه وأودت بحياته.

وأكدت اعترافات المتهمين أن المتهم أحمد الشاهد شارك آخرين في اختطاف أمين شرطة يدعى رضا داخل سيارة نيسان ملك الدكتور محمد السيد الغزلاني المحبوس على ذمة القضية واختفوا به فترة ثم عادوا به جثة هامدة، حيث ألقاه احدهم من السيارة على الأرض وأطلق عليه آخر الرصاص.

وأشار المتهم الثالث يدعي سعيد القفاص رصدته عدة مقاطع فيديو يخرج من مدرسة الوحدة ملثما ولحيته تظهر من أسفل القناع علي وجهه ويحمل أسلحة آلية وتبين ان جهادي يتبني الفكر التكفيري وانه من قام بإلقاء قنبلة على قوات العمليات الخاصة فور اقتحام كرداسة والمتهم الرابع الذي لم يدل باعترافات فهو صهيب الغزلاني نجل نصر الغزلاني المتهم الرئيسي في المذبحة والذي أفادت التحريات انه شارك في التعدي علي الضباط ومركز الشرطة فأمر وقتها اللواء محمود فاروق نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بإجراء التحريات للوقوف على دور نجل الغزلاني في الجريمة بعدما تبين انه منتمي للجماعة الجهادية التكفيرية والخامس يدعي مصطفي محمد حمزاوي شارك أيضا في الجريمة، بعد أن حدد المتهمون أثناء مناقشتهم أسماء 7 أشخاص اعترفوا أنهم إرهابيين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية واغتيال شخصيات بارزة فضلا عن 4 آخرين لم تحدد أسمائهم بعد وأنهم كونوا خلية إرهابية خطرة تهدف لإثارة الفوضى والبلبلة وتهديد استقرار البلاد.

تعود تفاصيل هذه الواقعة الأليمة إلى عام 2013، عقب فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، اللذين نظمتهما جماعة الإخوان الإرهابية، والتي بدأت فور فض الاعتصام، حيث حاصر عشرات العناصر المنتمية للجماعة الإرهابية مركز قسم شرطة كرداسة، فيما حاول الضباط إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق التجمهر، لكن كل محاولتهم باءت بالفشل حيث اقتحم المتهمين قسم الشرطة، وقاموا بقتل الضباط والأفراد والتمثيل بجثامينهم وسرقة الأسلحة الخاصة بهم لتعرف الواقعة إعلاميًا بـ«مذبحة كرداسة» وأسفر الاعتداء الذي وثقته كاميرات عدد من الصحفيين والأشخاص لحظات التمثيل بجثامين الشهداء، الذي كان على رأسهم العميد محمد جبر مأمور قسم الشرطة، ونائبه العقيد عامر عبد المقصود، والنقيب محمد فاروق، معاون المباحث وآخرين.

وكان ضمن الجرائم التي وثقت بالواقعة، قيام سيدة من المتهمين بإعطاء العميد محمد جبر، مأمور القسم، مياه نار ليشربها بدلًا عن مياه الشرب، لحظة احتضاره، وكان الشهيد قد تمت ترقيته قبل يوم واحد، من مقتله، وقبل حفل زفاف نجلته بأيام، وضمن قائمة الشهداء، النقيب هشام شتا، الذي تخرج من كلية الشرطة عام 2009، وعمل ضابط نظاميا بأكتوبر، ثم انتقل بعد ذلك إلى قسم شرطة كرداسة ليكون معاون لرئيس المباحث، وكذلك اللواء مصطفى الخطيب، الذي عمل ضابطا مساعدا لفرقة شمال الجيزة، والعقيد عامر عبد المقصود، نائب مأمور القسم، والنقيب محمد فاروق، الذي لقى ربه بعد عودته من الأراضي المقدسة مباشرة، وغيرهم من الشهداء الذين سطروا أسمائهم في التاريخ.

كانت محكمة جنايات القاهرة، قضت في يوليو من العام 2017، بإصدار أحكام بحق 156 بالقضية منها السجن المؤبد لـ80 متهمًا، والمشدد 15 عاما لـ34 متهما، والسجن 10 سنوات لطفل، وبراءة 21 متهما، وإعدام 20 متهما بالقضية، وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض.

اقرأ ايضا||بدأت بـ«إشارة الذبح» وانتهت بحبل المشنقة.. تفاصيل محاكمة اقتحام كرداسة