من التاريخ| السلطان «غياث الدين بلبن» صاحب «دار الأمن»

عملة معدنية منقوش عليه اسم السلطان غياث الدين بلبن
عملة معدنية منقوش عليه اسم السلطان غياث الدين بلبن

حافظ محمدى

هو السلطان الصالح المؤيد المنصور «غياث الدين بلبن» من الأتراك القراخطائية، يقول عنه الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف أنه جلب فى صغر سنه إلى بغداد فاشتراه الشيخ «جمال الدين البصري» سنة 630 هجري، وأتى به إلى الهند فاشتراه منه السلطان «شمس الدين إيلتمش» سلطان دهلي.

رباه السلطان إيلتمش ولما كبر زوجه ابنته فتدرج الإمارة وأصبح «أمير حاجب» فى عهد السلطان «علاء الدين مسعود» سنة 642، ونال الوزارة الجليلة فى عهد السلطان «ناصر الدين محمود بن إيلتمش» سنة 644، فظل يعمل بها لمدة عشرين سنة، وبعد أن توفى السلطان ناصر الدين سنة 664 هجرى قام بالملك بعده وظل به عشرين سنة.

يقول باشا: كان «بلبن» من خيار السلاطين عادلا فاضلا حليما كريما، بذل جهده فى تعمير البلاد وسد الثغور ورفع المظالم والإحسان إلى كافة الخلق، وكان محبا لأهل العلم محسنا إليهم يتردد فى كل أسبوع بعد صلاة الجمعة إلى بيوت الشيخ «برهان الدين البلخى» والشيخ «سراج الدين السجزى» والشيخ «نجم الدين الدمشقى» فيحظى بصحبتهم ويتردد إلى مقابر الأولياء وإلى مجالس التذكير ويجلس بين الناس ويداوم على الصلاة بالجماعة والصيام فرضا كان أو نافلة ويداوم على صلاة الضحى والتهجد، وكان لا يداهن فى العدل والقضاء ولا يسامح أحدا ولو كان من ذوى قرابته، ويقول عنه المؤرخ الهندى «ضياء الدين برنى» فى كتابه «تاريخ فيروز شاهى:» لقد حرص السلطان «بلبن» على تأمين حدود دولته الغربية من المغول وفى عام 667 اتجه نحو «لاهور» فى بلاد السند وتفقد التحصينات بنفسه وأمر ببناء السور الذى دمره المغول فى عهد أسلافه، ويقول عنه الرحالة ابن بطوطة المغربى فى كتابه «رحلة ابن بطوطة» انه بنى دارا وسماها «دار الأمن» فمن دخلها من أهل الديون قضى دينه، ومن دخلها خائفا أمن، ومن دخلها وقد قتل أحدا أرضى عنه أولياء المقتول، ومن دخلها من ذوى الجنايات أرضى من يطلبه.


وظل السلطان «غياث الدين بلبن»  يجاهد بنفسه وماله وأولاده حتى توفى بدار الملك سنة 686 هجرى ودفن بدار الأمن التى بناها.