صوته عند التلاوة تشعر به وكأنه يناجى رب السماء، ففى هذا الصوت تجد الخشوع والتأنى والأنس بالله، والتناجى والتلاقى فى معانى وسور وآيات القرآن الكريم..
إنه العالم والشيخ الجليل محمود على البنا، أحد أعلام قراء القرآن الكريم ليس فى مصر والعالم الإسلامى ولكن على مستوى العالم، حيث زار العديد من دول أوروبا وخاصة ألمانيا عام 1978، حاملا بين روحه وقلبه آيات القرآن الكريم..
حفظ القرآن الكريم فى كتاب قريته شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه كاملا فى الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى وتلقى القراءات على يد الشيخ الإمام إبراهيم سلام المالكى..
جاء الشيخ محمود على البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، مع دراسته لعلوم المقامات على يد الشيخ الجليل درويش الحريرى، وتشاء الأقدار عام 1948 يستمع إليه ماهر باشا والأمير عبد الكريم الخطابى ليطلبا منه الالتحاق بالإذاعة، ليطل صوته عبر الميكروفون لأول مرة بتلاوة سورة (هود)..
وبعد مشوار حافل من الشهرة والمجد فى عالم تلاوة القرآن الكريم، ترك الشيخ البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذى سجله كاملا بالإضافه إلى المصحف المجود، كما سجل المصاحف المرتلة لإذاعات السعودية والإمارات وكثير من الإذاعات العربية والإسلامية، وقرأ القرأن فى الحرمين الشريفين والحرم القدسى والمسجد الأموى..
كان الشيخ الجليل محمود على البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم إلى أن تم الإعلان عنها عام 1984 واختير ليكون نائبا للنقيب، وبعد رحلة عطاء كبيرة توفى عام 1985 ودفن فى ضريحه الملحق بمسجده بقرية شبرا باص، وبعد سنوات من وفاته منحه الرئيس محمد حسنى مبارك وسام العلوم عام 1990.
