ابن الأبار.. مؤرخ الأندلس وشاعرها

 غلاف كتاب عن ابن الآبار أحد أهم مؤرخى الأندلس
غلاف كتاب عن ابن الآبار أحد أهم مؤرخى الأندلس

كتب حافظ محمدي

يحكى لنا الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى عن ابن الأبار فيقول : ولد محمد بن عبد الله بن أبى بكر بن القدعى فى فلنسية عام (595هـ=1199م)، ولقب بابن الأبَّار لأن والده اشتغل بصناعة وبيع الإبر، بجانب أنه كان من شعراء وفقهاء فلنسية البارزين، وذكر ابن الأبار أن والده هو أستاذه الأول فى مجال الفقه والأدب، وبعد أن نهل من مورد الأدب، شغف ابن الأبار بعلم التاريخ، ليصبح من أهم مؤرخى الأندلس.


عاش ابن الأبار خلال فترة عصيبة من تاريخ الأندلس، تجلت فى هزيمة معركة العقاب سنة 1212م، مما أجبر أميرها ابن مردنيش إلى إرسال ابن الأبار إلى تونس لطلب المساعدة من الحفصيين.
نظم ابن الأبار قصيدة مؤثرة أمام السلطان الحفصى روى فيها مآسى الأندلس وكيف أصبحت المساجد وأماكن العبادة مباحة للنصارى الذين حولوها إلى حانات وكنائس، وتأثَّر السلطان لشعر ابن الأبار وأرسل معه اثنى عشر مركبًا محمَّلةً بالأسلحة والذخائر والمال، إلا أنَّ المساعدة وصلت متأخرة؛ وتعذَّر على الأسطول دخول الميناء الذى يُحاصره النصارى.


وبسبب حالة «فلنسية» المزرية نتيجة الحصار واستفحال المجاعة، قرر ابن الأبار التفاوض مع النصارى واستسلام المدينة سنة (636هـ=1238م)، ليعود إلى تونس التى استقبله أميرها بحفاوة وعيًنه شاعرًا للبلاط، وقبل نفيه إلى بجاية بسبب مؤامرةٍ دُبِّرت ضدَّه انتهى ابن الأبار من تأليف كتابه « التكملة لكتاب الصلة» والذى يدرج فيه سيرة علماء الأندلس، وفى بجاية كرَّس وقته لكتابه الثاني: «الحُلَّة السِّيَرَاء»، لسيرة أبرز أمراء وشعراء المسلمين، وكتابٍ «إعتاب الكتاب»، والذى طلب فى مقدِّمته من الأمير الحفصى ووليِّ عهده عبد الله المستنصر بالله أن يغفرا له.


وقد قرَّبه منه المستنصر بالله عندما خلف والده على العرش حيث عينه مستشارًا خاصًّا، إلا ان السلطان غضب منه وأمر بنفيه من جديد إلى بجاية، ليُكرِّس وقته هناك للكتابة فى التاريخ والأدب وألَّف كتابه «دُرر السِّمْت فى خبر السِّبْط»، وبسبب سعيه الحثيث لرضى السلطان، صفح عنه، وأعاده إلى البلاط، لكن أعداؤه قاموا بحياكة مؤامرةٍ أخرى ضدَّه، حُكِم عليه بسببها بالإعدام طعنًا سنة 1262م.