بسم الله

د.محمد حسن البنا يكتب : زيارة ليبيا

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أعتقد أن الزيارة التى قام بها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بصحبة أغلبية وزراء الحكومة المصرية، خطوة سياسية واستراتيجية مهمة وجريئة، حققت أهدافها، وقد بدأت الدولتان الشقيقتان تجنى ثمارها. الهدف الأول من الزيارة تحقق، بلا أدنى شك، وهو دعم النظام الليبى المنتخب الجديد. والثانى تحقق أيضا، والذى يؤكد على أن مصر هنا فى طرابلس من أجل أمن وأمان واستقرار الدولة والشعب الليبى الشقيق. وقريبا تبدأ خطوات الدعم الاقتصادى والتنموى واللوجيستى، من أجل بناء وتعمير ليبيا المدمرة منذ ثورة 17 فبراير 2011 التى أطاحت بنظام الرئيس الراحل معمر القذافى. وتعتبر خطوة مصر بتوقيع 11 مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بين البلدين، دعما وتضامنا مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة.

لم تأخذ زيارة الحكومة المصرية لليبيا حظها من الدعم الإعلامى المطلوب. وأعتقد أنها تلهم كافة وسائل الإعلام لتفتح الباب أمام حملات صحفية وإعلامية من المقالات والموضوعات والتحقيقات لدعم الخطوة المصرية غير المسبوقة. لقد أعجبنى تحرك رجال الأعمال الذين يستعدون بوفد رفيع يزور ليبيا خلال شهرى يونيو ويوليو المقبلين، لبحث الاشتراك فى ملف إعادة الإعمار وزيادة حركة التبادل التجارى مع ليبيا. كما لابد أن ندرك أن واحدة من مذكرات التفاهم التى تم توقيعها مع ليبيا، "تنظيم عودة العمالة المصرية إلى ليبيا" بالطبع تستهدف المساهمة مع أشقائهم الليبيين لإعادة الإعمار والتنمية، لكن من المهم أن نعلم أن هذا الباب يتيح المزيد من فرص العمل أمام شباب مصر، والذين وصل تعدادهم سابقا إلى 3 ملايين عامل. ومن المهم أن تكون عودة العمالة منظمة ومخططة فى المجالات التى يطلبها الجانب الليبى.

الرسالة واضحة للعالم، الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، تساند كافة الإجراءات التى ستتخذها حكومة الوحدة الوطنية لتحقيق التنمية للشقيقة ليبيا خلال الفترة المقبلة. وكما قال الدكتور مدبولى: مصر على أتم الاستعداد لمساعدة الأشقاء الليبيين فى كافة المجالات، ودعم كافة الإجراءات التى تؤدى لتحسين ‏الأوضاع الاقتصادية، وسنعمل بكل جهدنا على زيادة فرص التعاون المتاحة فى مختلف المجالات.

دعاء: الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى.