حكايات| «إحنا اللي عزمنا القطر».. إفطار إجباري للركاب في محطات الشرقية  

«إحنا اللي عزمنا القطر».. إفطار إجباري للركاب في محطات الشرقية  
«إحنا اللي عزمنا القطر».. إفطار إجباري للركاب في محطات الشرقية  

بات الكرم هو السمة الأولى لأهالي الشرقية، خاصة فيما يتعلق بالمقولة التاريخية «الشراقوة كرما.. وعزموا القطر»، واليوم يعود المشهد للصدارة مع قصص إنسانية لـ«الشراقوة».

 

تاريخيًا تعود هذه القصة إلى ما حدث حين توقف القطار فجأة أمام قرية إكياد بمركز فاقوس التابع لمحافظة الشرقية في شهر رمضان؛ حيث سارع الأهالي إلى إنزال الركاب وتقديم صواني طعام وقت صلاة المغرب، ومن هنا اشتهر أبناء الشرقية بـ«الكرم والجدعنة والواجب». 

 

ورغم مرور سنوات عدة على هذه الواقعة، عاد المشهد مجددًا عندما أجمع المواطن أبو شامة مصطفى «54 عامًا»،  وهو أحد أبناء مدينة أبو حماد، مجموعة من الشباب للتأكيد على جذور الكرم؛ حيث يتضح وتقديم وجبة إفطار للصائمين بالقطار وذلك يوميا خلال شهر رمضان المبارك.

 

يقول أبو شامة مصطفى: «فكرة إفطار ركاب القطار دارت في ذهني أثناء قيامي بأداء العمرة؛ حيث كان زوج شقيقتي يقوم بعمل وجبات أمام باب السلام عند المسجد النبوي ثم يقوم بتوزيعها على الصائمين».

 

ويروي: «في العام التالي توجهت للقاهرة للحصول على تأشيرة العمرة وكان ذلك في شهر رمضان وعند عودتي ركبت القطار المتوجه من القاهرة إلى مسقط رأسي بأبو حماد، وعند تحرك القطار من محطة الزقازيق -إلى أبو حماد رفع أذان المغرب، ونظرت حولي فلم أجد شخصا بالقطار معه شيء حتى زجاجة مياه فحزنت لذلك».

 

اقرأ أيضًا| «كلنا واحد».. فتاة قبطية تقدم أغاني رمضانية بلغة الإشارة  

 

آنذاك تمنى أبو شامة أن يكون معه زجاجات مياه أو عصائر لإعطائها لهم، وكان ذلك في عام 2000، ومن وقتها نذر لله نذرًا أن يفطر ركاب القطار طوال شهر رمضان؛ حيث «قمت في اليوم التالي بتجهيز أكياس من المياه والعصير والبلح، وانطلقت للتوزيع على ركاب القطار، وقد شاهدني اثنين من الأصدقاء فطلبوا مني المشاركة وذهبنا للتوزيع على الركاب».

 

ويحكي: «ثم بدأت الفكرة تتطور فقمنا بتجهيز 250 وجبة تحتوي على «عصير وخمس تمرات وكيس مياه وقطع كيك، وعندما قدم لي أهل الخير وجبات ومال رفضت وقلت من يريد أن يشارك فليأتي ويقدم بنفسه للصائمين».

 

 

منذ ذلك الحين وحتى الآن يقوم أبو شامة بتجهيز ما يستطيع تجهيزه من عبوات؛ حيث يصلي العصر يوميا ويذهب إلى محطة القطار بأبو حماد ويتجمع حوله الشباب والأطفال وطلاب المدارس والجامعات ليغرس فيهم حب الخير، ويقوم بتجهيزها، ثم توزيعها على أبواب القطار وينتظر يوميا وصول القطار القادم من السويس للقاهرة؛ حيث يقف بمحطة أبو حماد، وكذلك القطار الروسي القادم من القاهرة إلى الإسماعيلية.

 

 ويقول أحد الشباب المشاركين في إفطار القطار: «كنت مع عمي أبو شامة منذ الصف الثالث الابتدائي وحتى الآن أي قرابة 10 سنوات وطوال هذه الفترة أقوم بمشاركته في إفطار الركاب على المحطة، ودائما يغرس فينا حب الناس ومساعدتهم وعمل الخير، ونسعد بذلك ونتعاون معه في الخير، وأدعو الشباب للمشاركة في أعمال البر مرضاة لله».