سفارى

سهرات شهر الصوم في القاهرة الفاطمية «شكل تاني»

شهر رمضان فى القاهرة الفاطمية شكل تانى
شهر رمضان فى القاهرة الفاطمية شكل تانى

شوارع‭ ‬مصر‭ ‬الجميلة‭ ‬تشعر‭ ‬فيها‭ ‬بعبق‭ ‬التاريخ‭ ‬وتعود‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬عصور‭ ‬شهدت‭ ‬حكايات‭ ‬حقيقية‭ ‬مثلت‭ ‬كل‭ ‬المعانى‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشوارع‭ ‬أخرى‭ ‬جسدت‭ ‬أساطير‭ ‬مازالت‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬عقل‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط

‬تلك‭ ‬الشوارع‭ ‬بأصالتها‭ ‬وعراقتها‭ ‬وما‭ ‬ضمته‭ ‬من‭ ‬مبانى‭ ‬وشخصيات‭ ‬وتحتويه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬وأناس‭ ‬يعيشون‭ ‬فيها‭ ‬مازالت‭ ‬مقصد‭ ‬الجميع‭ ‬لزيارتها‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬أسرارها‭ ‬وكذلك‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬أجدادهم‭ ‬يذهبون‭ ‬إليها‭ ‬ليتعلموا‭ ‬كيف‭ ‬ترك‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭ ‬أثار‭ ‬نظل‭ ‬نتذكرهم‭ ‬بها‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬أحفادهم‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬تلك‭ ‬المسئولية‭.

 فى هذا الشهر الفضيل.. شهر رمضان المبارك تأتى منطقة شارع المعز والقاهرة الفاطمية مثار إعجاب الشباب وقضاء معظم أوقاتهم فى هذا الشارع الأثرى والمناطق المحيطة به.. فمنذ أن كان صغيرا كان والده يمسك بيده إلى هناك يجوب شوارع القاهرة ليحكى له ما ترك له الأجداد.. إنه عمرو صالح، القاطن منطقة النزهة الجديدة بجسر السويس فى القاهرة، الذى شب على عشق وحب التاريخ والآثار.

ظل صوت والده يتردد على مسامعه عندما كان يتحدث عن الشخصيات التاريخية وحكايات القائد المصرى العظيم طومان باى وأسماء المماليك وآثارهم.

وبدأ يتجول كعادته فى شوارع القاهرة يستنشق عبق التاريخ ويسجلها بالكاميرا الخاصة به، ويقول لـ"الأخبار": "توالت الأيام بعد جولات والدى من الاهتمام وأصبحت مهووسا بحب الاثار والتاريخ".

وأكمل: "أصبح على عاتقى مهمة هى تعريف الناس بآثارنا وتاريخنا العظيم وكثيرآ ما أذهب جولات كثيرًا لأتعلم وأعلم، وأشعر بالفخر كلما شعرت فى كل يوم أزور فيها تلك الشوارع أنى يوم فى عمر هذا الشارع وغيره من شوارع القاهرة الفاطمية وينتابنى الفخر دوما كلما شاهدت شارع المعز لدين الله الفاطمى وتجولت فى خان الخليلى والحسين، فهناك مئات الملايين سارت من تلك المكان.. حكايات خيول وجوارى وقصص ملوك وحرس وخدم وصراعات الأزمنة من فاطمي لمملوكي لعثماني لعصر محمد علي، فكل شبر فى كل حجر أنظر إليه وينظر إلي، يريد أن يحكي وأريد أن اساله، كيف قامو بالبناء باقل وأبسط الامكانيات.. فهناك قصص لم تحك بعد".

ويضيف محمد زيان، ابن محافظة الجيزة، الحاصل على بكالوريوس هندسة الإلكترونيات بجامعة المنوفية، ذو الـ 28 عاما، قائلا: "رغم دراستى إلا أننى أخذت عن والدى حب التصوير والتوثيق للمعالم الأثرية والتاريخية وبيكون حاجة جميلة جدًا أن الانسان يوثق لقطة شافها من منظوره هو سواء بالموبايل أو بالكاميرا، وبحب أصور الأماكن الجميلة فى مصر لأن مصر فيها كل الحضارات وفيها أماكن أثرية كثيرة وخاصة فى رمضان بيكون لها طابع مميز خاصة الأماكن التي لا يعرف عنها الكثير أي شيء وحتى مش عارفين إنها عندنا فى مصر، وشارع المعز لوحده مليان بالعمارة الاسلامية والفن الاسلامى ويمكن كل جامع لوحده متحف".

ويؤكد أن طموحه يتمثل فى القدرة على إظهار جمال الحضارة الخاص بمصر وتوضيح الاندماج ما بين الحضارات التي عدت على مصر كلها، وكيف مصر هي بلد ومهد الحضارات، وأقوم بجولات كثيرة فى كل ربوع مصر المحروسة واستطيع إبراز الكنز الدفين عن طريق التقاط صور فوتوغرافية عالية الجودة".