تلقيت -والحمد لله- جرعتى اللقاح ضد كورونا دون مشاكل كبيرة. وكان ذلك بنصيحة الأساتذة الكبار من أطبائنا المتميزين الذين توافقت آراؤهم على ضرورة اللقاح وفاعليته المؤكدة. ولذلك أندهش من أن الإقبال مازال محدوداً على تسجيل الأسماء لتلقى اللقاح رغم الارتفاع المستمر فى عدد الإصابات ونسبة الوفيات مع الموجة الثالثة التى تهاجم بشراسة.
وقد يكون السبب هو تضارب الحديث عن فاعلية اللقاحات أو اضطراب التنظيم فى بداية عمليات التلقيح أو شيوع فكرة تراجع الوباء فى فترة سابقة.. لكن كل ذلك انتهى مع تأكيد كل الدراسات العالمية على فاعلية اللقاحات بضرورتها ومحدودية الخاطر التى قد تنتج عنها بالمقارنة مع اسهامها المؤكد فى محاصرة الوباء وأيضا مع تجدد المخاطر وسلالات جديدة من الفيروس أشد فتكا وأسرع انتشارا.
بالنسبة لنا لابد من جهد مضاعف يشارك فيه الجميع ولابد من نقلة نوعية فى التعامل مع عملية التلقيح خاصة بعد الإعلان عن وصول دفعات أكبر من جرعات اللقاح انتظارا لبدء الانتاج المحلى المنتظر بعد بضعة شهور بعد الاتفاقات التى تمت مع الجانبين الروسى والصينى. والتنسيق هنا بين كل المؤسسات المختصة ضرورى، واستكمال تطعيم الأطباء والأطقم الطبية بعودة فورية لابد أن يحظى بالأولوية المطلقة.. ثم يبقى الأهم وهو أن تصل الرسالة واضحة وحاسمة للمواطنين جميعا بأهمية اللقاح وسلامته، وبضرورة الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية التى أهملها الكثيرون للأسف الشديد!
الملاحظ أن درجة الالتزام بالكمامة تقل وبدون سبب مفهوم وأن كل قواعد التباعد المجتمعى يجرى تجاوزها بدعوى أن رمضان يحب اللمّة!! وأننا بحاجة إلى إعادة التأكيد على ضرورة الالتزام الكامل بإجراءات الوقاية ولاستغلال كل إمكانيات الهيئات النقابية وجمعيات المجتمع المدنى فى حملات توعية مكثفة وسريعة. ولابد من التركيز على الشباب الذى مازال يتصور أنه بعيد عن الخطر، بينما الإحصائيات العالمية الجديدة تقول ان نصف الإصابات تقع لمن تقل أعمارهم عن أربعين سنة.
مرة أخرى. اللقاح ضرورى وآمن بدرجة كبيرة. ومع ذلك يبقى السلاح الأساسى فى مقاومة كورونا -حتى بعد أخذ اللقاح- هو الكمامة والنظافة والبعد عن الزحام. حمى الله مصر من كل سوء.