في الصميم

جلال عارف يكتب: اللقاح ضرورى.. و«الكمامة» أكثر ضرورة!!

جلال عارف
جلال عارف

تلقيت‭ -‬والحمد‭ ‬لله‭- ‬جرعتى‭ ‬اللقاح‭ ‬ضد‭ ‬كورونا‭ ‬دون‭ ‬مشاكل‭ ‬كبيرة‭. ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بنصيحة‭ ‬الأساتذة‭ ‬الكبار‭ ‬من‭ ‬أطبائنا‭ ‬المتميزين‭ ‬الذين‭ ‬توافقت‭ ‬آراؤهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اللقاح‭ ‬وفاعليته‭ ‬المؤكدة‭. ‬ولذلك‭ ‬أندهش‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الإقبال‭ ‬مازال‭ ‬محدوداً‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬الأسماء‭ ‬لتلقى‭ ‬اللقاح‭ ‬رغم‭ ‬الارتفاع‭ ‬المستمر‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬ونسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬مع‭ ‬الموجة‭ ‬الثالثة‭ ‬التى‭ ‬تهاجم‭ ‬بشراسة‭.‬

وقد‭ ‬يكون‭ ‬السبب‭ ‬هو‭ ‬تضارب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فاعلية‭ ‬اللقاحات‭ ‬أو‭ ‬اضطراب‭ ‬التنظيم‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬عمليات‭ ‬التلقيح‭ ‬أو‭ ‬شيوع‭ ‬فكرة‭ ‬تراجع‭ ‬الوباء‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬سابقة‭.. ‬لكن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬انتهى‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬كل‭ ‬الدراسات‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬فاعلية‭ ‬اللقاحات‭ ‬بضرورتها‭ ‬ومحدودية‭ ‬الخاطر‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تنتج‭ ‬عنها‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬اسهامها‭ ‬المؤكد‭ ‬فى‭ ‬محاصرة‭ ‬الوباء‭ ‬وأيضا‭ ‬مع‭ ‬تجدد‭ ‬المخاطر‭ ‬وسلالات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬أشد‭ ‬فتكا‭ ‬وأسرع‭ ‬انتشارا‭.‬

بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬مضاعف‭ ‬يشارك‭ ‬فيه‭ ‬الجميع‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬التلقيح‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬وصول‭ ‬دفعات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬جرعات‭ ‬اللقاح‭ ‬انتظارا‭ ‬لبدء‭ ‬الانتاج‭ ‬المحلى‭ ‬المنتظر‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬شهور‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬مع‭ ‬الجانبين‭ ‬الروسى‭ ‬والصينى‭. ‬والتنسيق‭ ‬هنا‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬المختصة‭ ‬ضرورى،‭ ‬واستكمال‭ ‬تطعيم‭ ‬الأطباء‭ ‬والأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬بعودة‭ ‬فورية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬بالأولوية‭ ‬المطلقة‭.. ‬ثم‭ ‬يبقى‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬الرسالة‭ ‬واضحة‭ ‬وحاسمة‭ ‬للمواطنين‭ ‬جميعا‭ ‬بأهمية‭ ‬اللقاح‭ ‬وسلامته،‭ ‬وبضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بإجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬التى‭ ‬أهملها‭ ‬الكثيرون‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭!‬

الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬درجة‭ ‬الالتزام‭ ‬بالكمامة‭ ‬تقل‭ ‬وبدون‭ ‬سبب‭ ‬مفهوم‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬قواعد‭ ‬التباعد‭ ‬المجتمعى‭ ‬يجرى‭ ‬تجاوزها‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬رمضان‭ ‬يحب‭ ‬اللمّة‭!! ‬وأننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بإجراءات‭ ‬الوقاية‭ ‬ولاستغلال‭ ‬كل‭ ‬إمكانيات‭ ‬الهيئات‭ ‬النقابية‭ ‬وجمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬فى‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬مكثفة‭ ‬وسريعة‭. ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬يتصور‭ ‬أنه‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬الخطر،‭ ‬بينما‭ ‬الإحصائيات‭ ‬العالمية‭ ‬الجديدة‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬نصف‭ ‬الإصابات‭ ‬تقع‭ ‬لمن‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭.‬

مرة‭ ‬أخرى‭. ‬اللقاح‭ ‬ضرورى‭ ‬وآمن‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يبقى‭ ‬السلاح‭ ‬الأساسى‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬كورونا‭ -‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أخذ‭ ‬اللقاح‭- ‬هو‭ ‬الكمامة‭ ‬والنظافة‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الزحام‭. ‬حمى‭ ‬الله‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سوء‭.‬