كثير من التوتر قليل من التعاون .. سياسة بايدن تجاه بكين وموسكو

 الرئيس الأمريكى جو بايدن
الرئيس الأمريكى جو بايدن

سميحة شتا

بينما تتهم إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن الصين بالإبادة الجماعية فإنها توصلت معها إلى تعهّد مشترك بشأن التعاون فى مجال المناخ، كما اتبّعت سياسة مشابهة حيال موسكو إذ يعمل البيت الأبيض على تنظيم قمة مع روسيا، رغم فرضه عقوبات جديدة قاسية عليها..

ولا تقوم استراتيجية بايدن على تخفيف مستوى التوتر، وهو الهدف المعلن للدبلوماسية عادة، بل تحديد الآفاق الضيّقة التى يمكن من خلالها العمل معا خاصة فيما يتعلّق بتغير المناخ، مع الإدراك بأن العدائية ستطبع الجزء الأكبر من العلاقة.

وألمح بايدن إلى علاقة الحرب الباردة بين بلاده والاتحاد السوفيتى، بعدما أمر بفرض عقوبات وطرد دبلوماسيين روس للرد على تدخل موسكو المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، وعملية قرصنة إلكترونية واسعة النطاق.

وقال بايدن : «نريد علاقة مستقرة يمكن التنبؤ بها»، واقترح قمة فى دولة محايدة خلال اتصال هاتفى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.

وفى الوقت نفسه، يضغط عليه على خلفية الوضع الصحى للمعارض المسجون أليكسى نافالنى.

فى نفس الوقت اشار وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى خطاب عن المناخ: «تغير المناخ يمكن أن يخلق مسارح جديدة للصراع، حيث أبحرت ناقلة غاز روسية فى طريق القطب الشمالى البحرى لأول مرة فى التاريخ فى فبراير. وحتى وقت قريب كان هذا الطريق متاحاً للإبحار لأسابيع قليلة فقط فى السنة، لكن مع ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالى بمعدل ضعفى المتوسط العالمى، أصبحت هذه الفترة تزداد أكثر.

وتأتى هذه التعليقات عقب إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى الأيام الأخيرة أن روسيا تبنى «أقوى أسطول من كاسحات الجليد فى العالم»، كما اشار بلينكين ايضاً إلى أن الصين عززت وجودها فى القطب الشمالى، وقال أن روسيا تقوم بتحديث قواعدها العسكرية فى هذه المنطقة.

من جهته حذر بوتين الغرب بشدة، يوم الأربعاء الماضى، من التعدى أكثر على المصالح الأمنية لروسيا، قائلًا إن رد موسكو سيكون «سريعًا وصعبًا» وسيجعل الجناة يأسفون بشدة على تصرفاتهم.

وقد جاء التحذير خلال خطاب بوتين السنوى عن حالة الأمة وسط حشد عسكرى روسى ضخم بالقرب من أوكرانيا، حيث تصاعدت انتهاكات وقف إطلاق النار فى الصراع المستمر منذ سبع سنوات بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية فى الأسابيع الأخيرة. وحثت الولايات المتحدة وحلفاؤها الكرملين على سحب القوات.

ورفضت موسكو المخاوف الأوكرانية والغربية بشأن حشد القوات، قائلة إنها لا تهدد أحدا وروسيا لها الحرية فى نشر قواتها على أراضيها، لكن الكرملين حذر أيضا السلطات الأوكرانية من محاولة استخدام القوة لاستعادة السيطرة على الشرق الخاضع لسيطرة المتمردين، قائلًا إن روسيا قد تضطر إلى التدخل لحماية المدنيين فى المنطقة.

وأشار بوتين إلى تحرك روسيا نحو تحديث ترساناتها النووية، وقال إن الجيش سيواصل شراء عدد متزايد من أحدث صواريخ تفوق سرعة الصوت وأسلحة جديدة أخرى.. وأضاف أن تطوير غواصات نووية مسيرة من طراز «بوسيدون»، وصاروخ موجه من طراز «بوريفيستنيك» الذى يعمل بالطاقة النووية، مستمر بنجاح.

كانت إدارة بايدن قد فرضت الأسبوع الماضى عقوبات جديدة على روسيا لتدخلها فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية ولتورطها فى اختراق شركة للوكالات فيدرالية، وقامت بطرد 10 دبلوماسيين روس، واستهدفت عشرات الشركات والأفراد، وفرضت قيودًا جديدة على قدرة روسيا على اقتراض الأموال.

وردت روسيا بأمر 10 دبلوماسيين أمريكيين بالمغادرة، ووضعت على القائمة السوداء ثمانية مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين.

وانتقد بوتين بشدة الغرب لفشله فى إدانة ما وصفه بمحاولة انقلاب فاشلة ومؤامرة فاشلة لاغتيال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، بزعم أنها تنطوى على حصار لعاصمة البلاد وانقطاع التيار الكهربائى وهجمات إلكترونية.

أما علاقة بايدن بالصين فتقوم على فلسفة مشابهة يصفها المحيطون به فى البيت الأبيض بأنها قدرة على القيام بمهمات متعددة فى الوقت ذاته.

ودعا بايدن بوتين والرئيس الصينى شى جين بينج إلى قمة للمناخ، المناخ بينما قال إن عدم العمل بشكل مشترك فى ملف المناخ على الرغم من الخلافات الأخرى يعد بمثابة انتحار.

وتعد الصين والولايات المتحدة أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم، وتتحملان معاً مسئولية نصف الانبعاثات العالمية المسئولة عن التغير المناخى. ويذكر أن روسيا رابع أكبر منتج للانبعاثات، فيما قبِل بوتين دعوة لإلقاء كلمة خلال قمة المناخ.