إنها مصر

الرئيس السادات

كرم جبر
كرم جبر

كان الرئيس السادات رحمه الله على حق عندما حرر أرضه، وحث العرب أن يشاركوه، فلو انتظر لاستمرت حالة اللاسلم واللاحرب، واستنزفت قوى الوطن، وكان ذلك مستحيلا عند الشعب والجيش.
"لو" تردد السادات لكانت سيناء الآن فى علم الغيب، و"لو" سمع العرب والفلسطينيون كلامه، لكان العلم الفلسطينى يرفرف الآن فوق دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لم يترك السادات قضية بلاده للمراهنات والمزايدات والصخب والضجيج وقرر أن يكون شجاعاً فى السلام، كما كان شجاعاً فى الحرب.
>>>
للعام التالى يحتل "الاختيار" المكانة الأولى فى مسلسلات رمضان، ونجح فى تجسيد البطولات الرائعة لشهدائنا الأبرار والثأر لهم، وكانت مفاجأة العام الماضى هى المشاهد الحية للضربة الرائعة للمخابرات المصرية، لحظة نزول الإرهابى هشام عشماوى الأراضى المصرية، وفى العام الحالى ملحمة الشهيد مبروك.
عمل وثائقى محترم، يكشف أسراراً نشتاق إليها لحرب تحرير سيناء من الإرهابيين واصطياد الأشرار، والمزج بين المشاهد التمثيلية والواقعية، فرفع المسلسل الدراما المصرية فى السماء.
إنه الصراع الأبدى بين الخير والشر.. بين أبناء أوفياء رسموا على قلوبهم وجه الوطن وتدربوا على الحرب ضد أعداء الوطن، وأضافوا لمفاهيم الحروب الشاملة، ابتكار خطط قتالية جديدة فى حروب العصابات، فلم يعد الغزو جيوشاً بل إرهاباً.
وبين قتلة إرهابيين، رسموا على قلوبهم وجه الشيطان، قتلاً ودماءً وخراباً وخزياً وعاراً، وتربوا فى جحور الخيانة والمهانة، ولا يفرقون بين وطن يعيشون فيه وأوكار للتآمر التى أحنت ظهورهم واقتلعت عقولهم، فأصبحوا ذئاباً همجية، هائمة على وجوهها فى الحفر والشقوق.
>>>
من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه أن يتحلى بخلقه وسلوكه الرفيع وصفاته التى أضفت على البشرية جمعاء المحبة والسلام.. وكان رسولنا الكريم متواضعاً وكريماً وعظيما.
فى حياتنا الكثير من صور المساوئ التى تتنافى مع خلق الرسول الكريم، ولو اتبعنا سيرته لانصلحت أمور العباد.
المسلم الحقيقى لا يكذب ولا يسب ولا يغتال ولا يشوه الآخرين ولا ينال من سمعتهم، وفى حياتنا تتعدد الصور والحكايات، ولا تكاد تجد مصرياً واحداً إلا ويشكو من مساوئ الأخلاق، وانحدار القيم والمبادئ والسلوك.
خذ مثلاً بمواقع التواصل الاجتماعى التى تحول بعضها إلى منصات للشتائم والسب والقذف والتطاول، ولا يترك ذلك صغيراً أو كبيراً.
والحل هو: التوعية بالعقوبات المغلظة المنصوص عليها فى القوانين، ولكنها لا تأخذ طريقها إلى التطبيق، فيشعر المخطئ أنه لا عقاب، وتكون النتيجة أنه يتمادى ويستفحل.
لو طُبق القانون بشدة على من يسيئون للآخرين فى فيس بوك وغيره، وقصمت الغرامة الكبيرة ظهورهم، واحتوت السجون بعضهم، لفكر المسيء ألف مرة قبل أن يخوض فى الآخرين.
المثل يقول "من أمن العقاب أساء الأدب".. ورسولنا العظيم كان مدرسة لمكارم الأخلاق.