مساجد تاريخية | قرب باب السراي.. أسرار عن مسجد «عابدين بك» | صور

مسجد عابدين بك
مسجد عابدين بك

مسجد عابدين بك؛ كان في بدايته زاوية صغيرة تُسمى (زاوية الفتح)؛ ثم قام عابدين بك أحد الأمراء العثمانيين؛ ببناء المسجد عام (1041هـ/ 1631م)، كما يروي لنا الباحث الآثرى حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية.

وأضاف دقيل ، أنه مسجد أثري يحمل رقم (587) بوزارة الآثار، وله أيضا حجة بالأوقاف تحمل رقم 989، 990، 992، 993؛ باسم عابدين بك أمير اللواء الشريف السلطاني. ويقع مسجد عابدين بك في الجانب الشرقي من قصر عابدين بالقاهرة.

والزاوية القديمة التي تم تحويلها لمسجد؛ كانت تقع بحوار قصر الأمير عابدين وأمر ببناء مجموعة من الحوانيت أسفل واجهة المسجد لبيع الحبوب وجعل ربح التجارة في هذه الحوانيت للصرف على المسجد كما خصص له العديد من ممتلكاته لتوفير ميزانية خاصة به.

وفي عهد الخديو إسماعيل أمر ببناء قصر عابدين في قطعة الأرض المجاورة للمسجد وتركه بمساحته القديمة في حدود سور القصر وذلك عام (1338ه/ 1918م). وعندما تولي الملك فؤاد العرش أمر بتجديد المسجد والاحتفاظ بالطراز العثماني في عمارته لذلك عرف المسجد باسم الفتح الملكي أو باسم "عابدين بك".

ويتكون المسجد من مربع أساسي؛ تقوم عليه قبة وهو مكان الصلاة، أُلحق بالمربع ثلاث مجموعات من المباني من جهته الغربية والجنوبية والشرقية. توجد الواجهة الرئيسية للمسجد في الجهة الغربية منه، وهي تشرف على حديقة قصر عابدين ويبلغ ارتفاعها 15.70 مترا، ويتوسط الواجهة الغربية المدخل الملكي للمسجد، وترتفع الواجهة الخاصة بها عن مستوى الشارع بعدد من الدرجات.

ويحتوي المسجد على مدخلين آخرين، أحدهما في الطرف الجنوبي الشرقي للواجهة الشرقية، وهو بارز عن المسجد ويصعد إليه بقالبين من الدرجات، والمدخل مبنى بالحجر ويعلوه عقد مدائني ذو ثلاثة فصوص، ملئت بتكوينات جميلة من المقرنصات والدلايات، وزخرف جانباه وأعتابه بأحجار مزررة ملونة.

وساحة الصلاة داخل المسجد عبارة عن مربع متساوي الأضلاع، تتوسطه أربعة أعمدة من الجرانيت الأحمر، والمحراب الذي يقع بوسط جدار القبلة؛ مزخرف من الداخل بأنواع من الرخام الملون على شكل أشرطة، وعلى يمينه يوجد منبر من الرخام، زخرفت ريشتيه بنقوش نباتية محفورة حفرا بارزا ومطلية بالذهب.

وقد ورد ذكر المسجد في الخطط التوفيقية لعلي مبارك بقوله: "هذا المسجد بشارع عابدين بك بقرب باب السراي الشرقي تجاه درب الملاحفية، أنشأه الأمير عابدين بك، وهو مسجد عظيم يصعد إليه بدرج، وله مئذنة مرتفعة، وشعائره مقامة من أوقافه بنظر الديوان، وقد أخذت مطهرته ومنافعه من ضمن ما أُخذ في سراي عابدين، وعوض عنها زاوية صغيرة بها مطهرة في باب درب الملاحفية، شعائرها مقامة من جهة الديوان".

قامت وزارة السياحة والآثار مؤخرا بالانتهاء من ترميمه وتطويره، الذي استغرق نحو 3 سنوات، بتكلفة 16 مليون جنيه، من أجل إعادته إلى سابق عهده كمئذنة تزين الجزء الشرقي من قصر عابدين التاريخي.