كتب/ ياسين صبري
"سبحة رمضان.. لولى ومرجان، بتلاتة وتلاتين حباية، منهم تلاتين أيام رمضان نور وهداية، وتلاتة العيد، ونقول ونعيد، ذكر الرحمن آية فى آية".. فى هذه الأجواء الروحانية التى تسبغ أيام شهر رمضان الكريم ينشغل المسلمون بالصوم وأداء العبادات طمعاً منهم فى نيل الأجر والثواب، فلا تكاد السبحة تفارق أيدى البعض طوال الشهر الكريم للدعاء والاستغفار.. واللافت أن بعض الأنواع المصنوعة من الأحجار الكريمة قد يتجاوز آلاف الجنيهات.
بدائل البلاستيك دخلت الصناعة وسعر الجرام منها يصل لـ6 آلاف جنيه
هناك تصاميم مبتكرة للسبح بخامات عديدة، وقد تم تطويع العديد من الخامات الطبيعية والصناعية لاستخدامها فى صناعة السبح مثل بذرة شجرة الكوك وعظام الجمال إلى جانب خشب العود والصندل ومواد بلاستيكية وهذه المواد أصبحت هى الغالبة فى معظم السبح التى يستخدمها الناس. لكن يظل للأحجار الكريمة والمعادن النفيسة بريقها الخاص، ويحرص البعض على اقتنائها مهما كان ثمنها مثل مسابح العقيق والأحجار البلورية وعين النمر والفيروز واللازورد والمرجان واليسر والكهرمان.
على ناصية شارع خان جعفر فى منطقة الجمالية قُرب مسجد الحسين، لفتت انتباهنا واجهة محل تزخر بمعروضات جذابة من السبح بأحجام وألوان مختلفة منها سبح الكوك واليسر والفيروز والأونيكس.
صاحب المحل، أحمد عرفة، تحدث إلينا عن التصاميم الحديثة للسِبح، مثل التى يتم تنفيذها بنظام الخراطة الإسطنبولى، حيث تتخذ خرزات السبحة الشكل الدائرى مع وجود زوايا حادة، كما توجد التصاميم المغلفة بالفضة من جميع الأطراف، فضلا عن تصميم الخراطة البراميلى وهى تمثل أشكالاً مربعة مع لمسة انسيابية من الجانبين.
وعن السبح المصنوعة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، أوضح أنها صناعة رائجة بشكل كبير على عكس ما يتوقع البعض ولها زبائنها، بل إن الكمية المنتجة من هذا النوع من السبح المصنوع من الأحجار كبير نسبياً على الرغم من ندرة بعض تلك الأحجار، إلا أن أغلب ما صنع من هذه المواد كسبح هو من حجر الياقوت الأحمر والأزرق وغالبية مناراتها وفواصلها مصنوعة من الذهب أو البلاتين ومطعمة بالماس صغير الحجم أو غيره من الأحجار الكريمة.
ويتم استيراد بعض هذه الأنواع الثمينة من مدن فى روسيا مثل ستالينجراد التى تشتهر بصناعة المنتجات اليدوية والسبح المصنوعة من حجر الكهرمان حتى أنها تعتبر من مصادر الدخل القومى هناك والتى يصل سعرها إلى 50 ألف جنيه.
بينما نتميز فى مصر بصناعة "سبحة اليسر" والتى تصنع من المرجان الأسود المستخرج من البحر الأحمر، وهو لا يقل جودة عن الكهرمان بل يتميز عنه فى العديد من الخصائص، وأسعار السبح من هذا النوع تتراوح بين 600 إلى 1500 جنيه.
وتعد سبحة الكهرمان من أكثر أنواع السبح انتشاراً، حيث تصنع من أحجار الكهرمان وهى لا تبهت وإنما يتحول لونها بحيث كلما استخدمت أصبح لونها أغمق، وتزداد قوة رائحتها وتوجد الكثير من أنواع أحجار الكهرمان، منها ما يتكون من الصمغ الذى تفرزه أشجار الصنوبر وهى من الأنواع المفضلة لدى السيدات، حيث إن هناك بعض الفوائد الصحية لحجر الكهرمان منها أنها تساعد فى تحسن الحالة النفسية والعاطفية وتخفف التوتر والقلق وتقلل من أعراض الاكتئاب وتساعد على ترك العواطف السلبية.
وتعتبر سبحة الكوك من أكثر السبح انتشاراً، وتستخرج مادتها من شجرة جوز الهند وكذلك شجرة النارجيل التى تغمرها الرائحة الطيبة الملازمة لها لفترة طويلة قد تصل إلى الشهر، وهى لا تتلف من كثرة الاستخدام مثل السبح رديئة الخامة، حيث إن لونها ليس طلاءً وغالباً ما تطعم بالذهب أو الفضة كما هو الحال مع سبحة الكوك الإسطنبولي، وأسعارها تبدأ من 80 جنيهاً وتصل إلى 250 جنيهاً، وسبحة العقيق تصنع من حجر العقيق وتتميز بكونها لا رائحة لها ولا تبهت ألوانها سريعاً.
وتدخل بدائل البلاستيك فى صناعة العديد من أنواع السبح، وبحسب طارق عليش، المتخصص فى صناعة السبح منذ 50 عاماً، يصل سعر الجرام الواحد من بدائل البلاستيك إلى ألف جنيه، ومتوسط سعر السبحة من هذا النوع يتراوح بين 30 و50 ألف جنيه، فى حين أن خامات الكهرمان المستوردة حديثا يصل سعر الجرام الواحد منها إلى 300 جنيه وسعر السبحة من هذا النوع 6000 جنيه.
وأضاف: عملية مزج الألوان مع بعضها فى السبحة الواحدة تعتمد على الخبرة المكتسبة والحس الجمالى للصانع، ومن هنا يمكن دمج خامات مثل خامة الفيروز ذات اللون السماوى المميز مع المرجان الأحمر، ويمكن أيضا دمج العاج مع خامة الفيروز.
