إنهــا مصـــــــر

حتى لا يشمت عدو ولا حبيب!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

رسائل الرئيس التى يحرص دائماً عليها فى افتتاح مختلف المشروعات أهمها: تعظيم دور الدولة الوطنية، وأن المصريين لهم الفضل فى كل الإنجازات وأكد الرئيس فى أحد الافتتاحات: "لا أقبل بغياب الدولة ولن أبيع الوهم للمصريين تحت اعتبارات السياسة والحفاظ على الشعبية"، "البعض يقود حملات تشكيك فى كل المشروعات".. " كانوا يعايروننا بفقرنا بسبب العشوائيات أما الآن فنفتتح المشروعات بسعادة، اللى مش قادر يقول سلام عليكم، ساعدونى لإقامة دولة حديثة وعصرية".
ما يقوله الرئيس يندرج تحت عنوان: ترسيخ هيبة الدولة.
الرئيس يضع نصب عينيه أن يبنى بلده بكل قوة وعزيمة، وأن يسترجع مجدها وقوتها، لتقف على قدميها ولا يشمت فيها عدو ولا حبيب.
زرت دولاً كثيرة، فقيرة وغنية، ولم أر دولة تضع نصب عينيها أن تتخلص من المشاكل المزمنة وأبرزها العشوائيات مثلما يحدث الآن، وتزيل الورم الخبيث فى زمن قياسي، وكنا قبل ذلك نعوم فوق بحيرة من العشوائيات، أحزمة ديناميت تحاصر المدن وتهدد بالانفجار.
 < < <
الصاروخ والموبايل !
أسلحة الحروب الخبيثة هى القوة الفكرية والتأثير بالوعي، وبدلاً من أن يذهب الجنود والضباط إلى ميادين القتال، يتم استبدالهم بكتابات وأفكار أشد تأثيراً من الغزو، فلا يكون هناك وعى بمن هوالعدو، فالعدو فى القتال يكون واضحاً، أما فى الحروب الخبيثة فلا يكون ظاهراً.
لم تعد الأسلحة الفعالة هى الصواريخ والطائرات والدبابات، ولكن الإذاعات والفضائيات والموبايل وسوشيال ميديا والإنترنت، لاختراق المنظومة الحياتية للدولة المستهدفة، وخلق منظومة جديدة من الوعى الزائف.
الوعى الحقيقى يشمل كافة جوانب الحياة، لدى المرأة والطفل والشباب والمجتمع، لبناء الفهم والإدراك السليم، والمسئولية تقع على جميع المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والشباب والرياضة والإعلام، لتعمل فى إطار منظومة استراتيجية، وتتولى كل مؤسسة تنفيذ جانب منها .
 < < <
صور الحروب الخبيثة:
● الشائعات التى تستهدف التشويه والتشكيك وهدم الثقة بين الدول وأبنائها، وكم اشتعلت حروب وفتن وصراعات بفعل شائعات كاذبة، لم تجد من يتصدى لها ويوقف النيران التى أشعلتها.
● إضعاف الروح المعنوية للمواطنين خصوصاً الشباب، والمضى بهم إلى محطات الإحباط واليأس وفقدان الأمل فى المستقبل، وتفاقمها يخلق جيلاً غير منتم وملىء بالحقد والكراهية، وشاهدنا صوراً من ذلك فى حرق الممتلكات العامة والخاصة فى أحداث 25 يناير.
● تغريب التعليم وغياب المقررات التى تنمى الولاء والانتماء وحب الوطن والحروب والانتصارات، فينشأ جيل تائه ويعيش فوق أرض لا يعرف قيمتها ولا التضحيات التى بذلت من أجلها، ويفرح الآباء والأمهات أن أولادهم لا يجيدون نطق اللغة العربية، وانفصلوا تماماً عن واقع بلادهم التاريخى والثقافى والحضارى.
الحروب الخبيثة تعددت صورها وأشكالها، وهى فى النهاية تستبدل الرصاص بالأفكار، والأفكار المتطرفة أصبحت أكثر خطورة من الخرطوش.