جنازة رسمية للرئيس التشادى إدريس ديبى بحضور ماكرون وكوندى

جنازة رسمية للرئيس التشادى إدريس ديبى بحضور ماكرون وكوندى

جثمان الرئيس أدريس ديبى
جثمان الرئيس أدريس ديبى

شيعت تشاد جثمان الرئيس إدريس ديبى فى جنازة رسمية بمشاركة الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، ونظيره الغينى ألفا كوندى وعدد آخر من الزعماء الأفارقة.. كانت تشاد قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضى مقتل ديبى على خط جبهة القتال مع متمردى جبهة التغيير والوفاق التى تتمركز فى الأراضى الليبية.. جاءت مشاركة ماكرون وكوندى وغيرهما من القادة الأجانب رغم تحذيرات من المتمردين بأنه على الزعماء الأجانب عدم الحضور لأسباب أمنية.

وتعتبر مشاركة ماكرون فى الجنازة إشارة واضحة وقوية إلى استمرار دعم باريس لنظام الحكم فى تشاد بقيادة الجنرال محمد إدريس ديبى نجل الرئيس الراحل، فيما قالت مصادر دبلوماسية غربية إن باريس تدرس بجدية التدخل إذا اقترب المتمردون من نجامينا وهددوا استقرار البلاد.

ولدى فرنسا قوات قوامها نحو 5100 جندى منتشرين فى المنطقة فى إطار جهود دولية لقتال المتطرفين، والقاعدة الرئيسية لهذه القوات فى نجامينا.. وكان المتمردون التشاديون قد هددوا باجتياح العاصمة نجامينا بعد انتهاء مراسم جنازة ديبى. كما أعلن المتمردون تعرض مركز فى شمال تشاد لغارات جوية مكثفة، قالوا إنها استهدفت "قتل الزعيم محمد مهدى على". 

ولم تذكر الجماعة المتمردة مكان مركز القيادة، ولم تقدم تفاصيل بشأن سقوط أى ضحايا أو حدوث أضرار بسبب الهجوم.

وتحرك المتمردون هذا الشهر جنوبا عبر الصحراء من قواعدهم فى ليبيا صوب نجامينا، ويقولون إنهم على بعد ما بين 200 و300 كيلومتر عن العاصمة التشادية.

يذكر ديبى الذى حكم تشاد طوال 30 عاماً وكان أحد الشركاء الأساسيين للدول الغربية فى مواجهة الإرهابيين فى منطقة الساحل قُتل الاثنين عن 68 عاماً متأثّراً بجروح أصيب بها على خط الجبهة فى شمال البلاد، بحسب ما أعلن الجيش الذى قال إنّ الرئيس ذهب إلى خط الجبهة ليقود بنفسه المعارك ضد متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون فى ليبيا، وهى جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش تشكلت عام 2016.

ومنذ مقتل ديبى وتولى الجيش السلطة فى البلاد، أعلنت باريس دعمها للقادة العسكريين الجدد لتشاد فى وجه تهديدات المتمردين بمواصلة الهجوم على العاصمة.

وتولى مجلس عسكرى بقيادة الجنرال محمد إدريس ديبى السلطة خلفا لوالده، الذى حكم البلاد 30 عاما وكان حليفا مقربا من قوى غربية فى قتالها ضد جماعات متطرفة.

ودافعت فرنسا عن سيطرة الجيش على تشاد، وقالت إن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط "ظروف استثنائية".

ويقول جيروم توبيانا المحلل المتخصص فى الشؤون التشادية: "ديبى الابن لديه دعم جزئى فحسب من الجيش. إنه فتيّ وليس كوالده، ولم يكن أبدا متمردا. داخل الجيش هناك بالفعل جماعتان على الأقل".

وقال وزير الدفاع فى نيجيريا المجاورة إن بلاده عززت الإجراءات الأمنية على طول الحدود مع تشاد، تحسبا لتدفق محتمل للاجئين من الجارة.

أما جيش جمهورية إفريقيا الوسطى فأكد أنه فى حالة تأهب قصوى لمنع أى جماعات مسلحة من عبور الحدود.

وقال دبلوماسى غربى إنه "رغم أن جبهة التغيير والوفاق فى تشاد ليست قوية بما يكفى للتغلب على المجلس العسكرى الحاكم الجديد، فإن مخاطر الاضطرابات تبقى مرتفعة".

وأضاف الدبلوماسى الذى طلب عدم ذكر اسمه: "هذه الجماعة المتمردة وحدها ليست تهديدا كافيا لإسقاط الحكومة. لكن جماعات أخرى قد تستغل هذه الظروف".