أمين الوحدة الاقتصادية العربية:  شكرا لمصر على دعم الاقتصاد الليبي

رئيس الوزراء بليبيا - صورة أرشيفية
رئيس الوزراء بليبيا - صورة أرشيفية

أيمن عامر

أكد دبلومسيون مصريون وعرب، أهمية زيارة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء برفقة 11 وزيرًا من المجموعة الاقتصادية إلى ليبيا ولقاء رئيس الوزراء الليبى عبدالحميد الدُبَيْبة ونظرائهم من الوزراء الليبيين.

وشددوا على أن الزيارة لها أبعاد سياسية وإستراتيجية واقتصادية واجتماعية غاية فى الأهمية لتقديم يد العون للشعب الليبى فى إعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، مشددين على أن التعاون المصرى الليبى يعد ركيزة لتعميق الشركات العربية وتقوية الاقتصاد العربى وإنشاء تحالف عربى أمام التحالفات والتكتلات الدولية، موضحين أن الزيارة ستوقع مزيدًا من الاتفاقيات الاقتصادية فى مجالات التشييد والبناء لإعادة بناء ما دمره الإرهاب على مدار العشر سنوات الماضية، فضلاً عن اتفاقيات مجالات الكهرباء والاتصالات والبتر وكيماويات والعديد من الصناعات.

اقرأ أيضا| الجريدة الرسمية تنشر قرارات رئيس الوزراء

وقال السفير محمد جمال بيومى الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب، إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولى برفقة 11 وزير من المجموعة الاقتصادية للقاء نظرائهم بليبيا، تعد زيارة هامة جدًا، مما يشير إلى أن المباحثات ستتناول كل أنواع العلاقات ما بين مصر وليبيا، خاصة بعد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية بليبيا وتوحيد الفرقاء السياسيين وتقديمهم لمصلحة الوطن على المصالح الحزبية والقبلية التى كانت تسعى لتقسيم الدولة والشعب الليبى.


وأوضح السفير جمال بيومى أن ليبيا أقرب إلينا وتستضيف 2 مليون مصرى ونأمل المزيد الفترة القادمة، مشيرًا إلى أن هناك ربطًا بين مصر وليبيا فى الخطوط الكهربائية؛ حيث تأتى من بغداد عن طريق الخليج وحتى مصر مرورًا إلى الدار البيضاء فى المغرب، وسوف نصدر الكهرباء لأوروبا ومد الشبكة الأفريقية بالكهرباء، مشيرًا إلى أن ليبيا دولة غنية ولديها استثمارات كبيرة وهو ما يعود بالنفع على البلدين أملًا باستمرار العمل بجدية حتى نعوض خسائر ما فات خلال العشر سنوات الماضية، مؤكدًا أن هناك مجالات استثمارية كثيرة فى الكهرباء والغاز والبترول وإنشاء صناعة البتروكيماويات.


وذكر بيومى أن الزيارة تهدف إلى إقامة دفعة قوية للعلاقات الثقافية خاصة فى مجال التعليم لأن ليبيا تحتاج دفعة كبيرة فى مجال التعليم لتعليم أبنائها، فضلاً عن مجالات كثيرة فى المواصلات والاتصالات وخطوط السكك الحديدية والتبادل فى المجالات الزراعية، خاصة أن مصر تصدر لليبيا منتجات زراعية كثيرة. وأشار إلى أن هناك اتفاقًا مصريًا ليبييًا فى اتجاه الاتفاق الأورومتوسطى لأن كلينا يستطيع التكامل فى صناعة المنسوجات والصناعات التكميلية بالاتحاد الأوروبى. وقدم السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية سابقًا، التحية لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يعتبر أن سياسة مصر تتمحور فى جغرافية جمهورية مصر العربية، وإنما يرى أن سياسة مصر تتمحور فى جغرافية الوطن العربى، وأن سيادة كل الوطن العربى هى سيادة لجمهورية مصر العربية.


وأكد السفير محمد الربيع، أن ليبيا بما تحمله من قرب جغرافى لمصر فهى لها بعد استراتيجى واقتصادى وسياسى واجتماعى يمثل أهميةً كبيرة لمصر وأن ما قامت به مصر من جهد كبير فى إرساء السلام والأمن والاستقرار والتوافق بين مختلف الفصائل والمكونات الحزبية والسياسية فى ليبيا وقد نجحت فيه مصر نجاحًا كبيرًا، واستطاعت أن تفرض الإرادة العربية على أولئك الطامعين فى أرضنا العربية وهؤلاء الذين لا يريدون للأمة العربية الاستقرار. وتابع وها نحن نرى اليوم زيارة رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى ومعه فريق من وزراء المجموعة الاقتصادية الذين سيسهمون فى بناء الاقتصاد الليبى الذى دمر من خلال سياسة خارجية ممنهجة، ولاشك أن مصر عندما تتعاطى مع هذا الملف سيلقى الكثير من النجاحات وسيلقى الكثير من الإيجابيات للشعب الليبى الذى لابد أن يكون فى المكانة التى يستحقها من تحقيق الرفاه الاقتصادية والاجتماعية للشعب الليبى، خصوصًا وأن ليبيا دولة غنية ولديها موارد طبيعية قادرة على أن تنهض بالمجتمع الليبى وتحقق له الكفاءة الاقتصادية.


وتابع: شكرًا لمصر قيادة وحكومة وشعبًا عندما قام بهذه المؤازرة الكبيرة للشعب الليبى ولمختلف الدول العربية التى تعانى من عدم الاستقرار الأمنى خاصة فى اليمن وسوريا والعراق، فهذا هو دور مصر الرائد العروبى الذى لا يحتاج منا نحن العرب الشكر؛ لأنه واجب على مصر العروبة والتاريخ وقائدة الأمة العربية. وأكد السفير محمد الربيع، أن لقاء المسؤولين فى مصر وليبيا وأى لقاء بين دولة عربية وأخرى يصب فى خانة التكامل الاقتصادى العربى، فلاشك أن أى تكامل عربى فى المزايا النسبية بين دولتين عربيتين هو شىء إيجابى للاقتصاد العربى، مصر بحجم اقتصادها الكبير وتاريخها العريق، عندما تتعاون أو تمد يد التعاون مع أى دولة عربية فى المشرق والمغرب العربى، إنما هذا يدل دلالة واضحة على أن الاقتصاد العربى لابد أن يكون تحالفًا لعدة دول ليرتكز عليها الاقتصاد العربى ليحاكى التحالفات والتكتلات الاقتصادية الدولية والتحول الرقمى والاقتصاد الرقمى، وهذا أمر مهم خاصة أن مصر لديها خارطة اقتصادية كبيرة ولديها رؤية فى استخدام الموارد العربية والصناعات التحويلية بدلاً من تصدير المواد الخام لخارج الوطن العربى بأسعار زهيدة ثم تعود إلينا بأسعار مضاعفة.

وأكد السفير إبراهيم الشويمى مساعد وزير الخارجية السابق، أن الزيارة فى منتهى الأهمية خاصة أن ليبيا دولة جوار أساسية، وتعد أمنًا قوميًا مصريًا وعربيًا فى منتهى الأهمية خاصة فى الأوضاع الأمنية المتوترة التى لم تستقر بشكل كامل، وبالتالى الزيارة تعد رسالة من مصر إلى ليبيا بأن مصر تقف إلى جانبها لإرساء قواعد الاستقرار من جديد فى ليبيا. وأكد السفير إبراهيم الشويمى أن الزيارة لها بعد هام من الناحية الاستراتيجية خاصة أن ليبيا دولة مهمة جدًا ودولة جوار لمصر ولديها مشاكل إرهاب لدول الساحل والصحراء، مثل تشاد ومالى والنيجر ونيجريا، وبالطبع لابد من مساندة مصر مساندة كاملة ضد كل أنواع الإرهاب وإعانة ليبيا فى خروج جميع المرتزقة حتى يدير الليبيون شؤونهم بأنفسهم. وأضاف السفير الشويمى بالنسبة للمسألة الاقتصادية فلابد أن يكون بين ليبيا ومصر عدد من الاتفاقيات الاقتصادية لإعادة وجه ليبيا لوجهها المشرف والقوى، مشددًا مصر تقف بجانب ليبيا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا لأننا دولتان جارتان، فالمصريون والليبيون أهل وصهر منذ فجر التاريخ.


وأوضح السفير عبدالرؤوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية السابق، أن الزيارة لها بعد سياسى وأمنى واضح كما أن الزيارة تهدف إلى إرساء التعاون والتفاعل الاقتصادى بين مصر وليبيا والشعبين الشقيقين. مؤكدًا أن البعد الاقتصادى فى ليبيا فى غاية الأهمية خاصة فى مجالات العقارات والبناء والتشييد والكهرباء وقطاع الاتصالات.


وشدد السفير عبد الرؤوف الريدى، أن الزيارة تأتى فى توقيتها فى إطار توقيت إعادة ترتيب الأوضاع السياسية التى تشهدها ليبيا، وتشكيل مجلس رئاسى وحكومة جديدة وهو ما يحتم على مصر التواجد فى قلب هذه الأحداث وتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وتعميق التعاون الاقتصادى وإعادة بناء ما دمره الإرهاب.