الشيخ عبدالباسط.. يعزف البيانو ويتعلم «مكر» الإنجليز

الشيخ عبدالباسط عبد الصمد
الشيخ عبدالباسط عبد الصمد

صوت مكة الشيخ عبدالباسط عبد الصمد أشهر وأفضل المقرئين على الإطلاق وصاحب النصيب الأكبر من الشعبية والحب لدى جموع المسلمين على مستوى العالم، لتفرد أسلوبه وقوة صوته وروعة تلاوته التي تهتز لها القلوب.

 

الشيخ عبد الباسط صاحب الحنجرة الذهبية التي تترنم بآيات الذكر الحكيم كانت هوايته جميلة تتفق مع صوته الجميل فكان يقضي كل أوقات فراغه إلى جانب البيانو يمرر عليه أصبعه مكونا جملة موسيقية في حلاوة صوته، وقال الشيخ عبدالباسط إن أمنيته أن يجيد التأليف الموسيقي على البيانو، وذلك بحسب ما ورد في مجلة المصور الصادرة في 28 يونيو عام 1962.

 

وكان الشيخ عبدالباسط يحرص على مواكبة تطور الحياة والثقافة، ففي عام 1960 دخل المقرئ المعروف دنيا اللغات وبدأ دروس اللغة الإنجليزية في مدرسة ليلية للغات، وكان يحرص على الحضور والإنصراف في المواعيد المحددة والانتباه بكل حواسه للدروس ومذاكرتها في البيت وأداء الواجبات.

 

وعندما ذهب الشيخ عبد الباسط إلى المدرسة الليلية لأول مرة ظن سكرتيرها أن الشيخ قد أخطأ في دخول الشقة التي تشغلها المدرسة ولكن الشيخ أكد أنه يقصد المدرسة بالذات وأنه جاء ليتعلم لغة الإنجليز ليأمن مكرهم عملا بالحديث الشريف الذي يقول "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم".

 

ووجد المدرسون في الطالب المعمم نجابة تفوق نجابة الكثيرين من الطلبة في المدرسة فاهتموا به وأولوه رعاية كبيرة، وكان كل ليلة يغادر الشيخ عبد الباسط المدرسة وهو يتمتم بجمل وعبارات إنجليزية ثم يركب سيارته إلى بيته في جاردن سيتي وهو منهمك في التمتمة الإنجليزية.


وقام محرر مجلة المصور يوم 4 مارس 1960 بسؤال الشيخ قائلا: هل قررت أن تتعلم الإنجليزية لمجرد أن تأمن "مكر" الإنجليز؟

 

ابتسم الشيخ ثم قال: أضف إلى ذلك أن التطور الذي نعيشه يدفعني إلى أن أتعلم هذه اللغة، فضلا عن أنني أسافر كثيرا إلى الخارج وأقابل من يتحدثون الإنجليزية ولا يعرفون العربية فأقع في حرج شديد.

 

وأكد الشيخ عبد الباسط أنه لن ينقضي وقت طويل حتى يكون قد أجاد الإنجليزية قراءة وكتابة، وأنه سيقرأ معاني القرآن التي ترجمت إلى الإنجليزية وبذلك يجمع بين الدين والدنيا ويدخل الثقافة العالمية من أوسع أبوابها.

 

ولد الشيخ عبد الباسط عام 1927 بمدينة أرمنت التابعة لمحافظة قنا، حيث نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويداً، وحفظ القرآن وتلقى القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم، وأتم حفظ القرآن كاملا في العاشرة من عمره، وفي عام 1950 حضر إلى القاهرة لمولد السيدة نفيسة وقرأ من سورة الأحزاب، وإذا بالجماهير الغفيرة تنبهر إعجابا لهذا الصوت الرفيع الرخيم والجديد الذي لا يقلد غيره، وبعدها بعام اعتمدته الإذاعة وبدأت شهرته الواسعة بعد ذلك.

 

توفي يوم الأربعاء 30 نوفمبر 1988 وترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ أيضا |فيديو| نجل الشيخ عبدالباسط عبد الصمد: «والدي كان سفيرًا للقرآن الكريم في العالم»