قصة جامع الأمام الأعظم في بغداد بني بجانب قبر أبي الحنفية النعمان | بالصور 

  قصة جامع الأمام الاعظم
قصة جامع الأمام الاعظم

سُمي المسجد بهذا الاسم لأنه المكان الوحيد المقدس الذي يسجد فيه مجموعة من الناس لربهم، وكلما زادت مساحة المسجد أطلق عليه اسم «جامع» لأنه يجمع الناس للصلاة فيه، لذلك يقول الفقهاء بأن يعتبر كل «جامع» مسجد، وليس كل مسجد «جامع».

وخلال شهر رمضان المبارك ، سنقدم أبرز الجوامع التاريخية المتواجدة في العالم أجمع، وفي هذا الإطار نقدم قصة بناء جامع « الامام الاعظم» الموجود في بغداد.

يطلق على جامع « الأمام الاعظم » جامع ابي حنيفة النعمان لان الجامع بني بجانب قبر الامام ابي حنيفة النعمان بمنطقة الأعظمية المتواجدة في العاصمة بغداد ، ويرجع تاريخ بناء الجامع لسنة ١٥٠ ه‍ أي سنه ٧٦٧ م ، وتحديدا في عهد الخليفة «ابي جعفر المنصور».

وبرغم التحديات التي عانت منها بغداد عبر التاريخ من احتلال المغول وهدمهم للمباني إلا وان المسجد بقي صامد حتى الآن ، ولكن هذا لا يمنع بأن قبر « ابي حنيفة النعمان » قد لحق به الضرر وخصوصا القبة التي كانت موجوده به ، فأمر السلطان « سليمان القانوني» بترميم الجامع وقبر الامام « ابي حنيفة النعمان» ومد الجامع بالنجف واعاد انشاء القبة وتجديد الحمامات وأمر ببناء مكان للضيافة بالجامع وبناء من ٤٠ ل٥٠ دمانا حول الجامع لإعمار المنطقة ، وخصص قلعة لحراسة المنطقة الموجوده حول المسجد.

ولم يكتفي السلطان سليمان بهذا فقط بل وضع ١٥٠ جندي بمعدتهم الحربية لحماية الجامع والمدرسة التابعة له من اي اعتداء.

وفي عهد المماليك أمر الوالي «سليمان باشا » بتجديد المرقد والمنارة وانشاء منارة أخرى وقبة عام ١١٧٠ ه‍ أي ١٧٥٧ م .

وفي عام ١٢٩١ ه‍ أي عام ١٨٧٤ م ، أمرت السلطانة والدة السلطان عبدالعزيز بتجديد المسجد بأكمله .

وفي عام ٢٠٠٣ م تعرض المسجد لدمار كبير بسبب معركة وقعت في حي الأعظمية في وقت الغزو الأمريكي على بغداد ، وتضررت الساعة والضريح وجزء من المنارة ، ولكن الأهالي استطاعوا أن يحموا الجامع ؤ وبالفعل قاموا بترميم الجامع والقبة والضريح ، بل وقاموا بنصب ساعة الأعظمية بجانبها برج الأعظمية المتواجدة بالجامع.

جامع الإمام الأعظم من أهم الرموز الدينية السياحية في بغداد ، وقد وصفه ابن جبير في رحلته إلى بغداد سنة 580هـ أي 1184م بقوله: « وفي تلك المحلة مشهد حفيل البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء فيه قبر الإمام أبي حنيفة وبه تعرف المحلة » .

يستوعب الجامع أكثر من 5 آلاف مصلي ، ومساحته تتراوح بين 10 آلاف متر مربع تقريبا ، وللمسجد يوجد به ٤ قباب ذات أحجامٍ مختلفة، أكبرها تتوسط المسجد بقطر 30 متراً، وأما القبتان ذواتا القطر 15 متراً فتقعان على يمين ويسار المسجد، وله منارتان ذو مبنية على الطراز القديم ومغطية بالنحاس، ويصل طول كل واحدةٍ من المنارتين 35 متراً، ويمكن رؤية الساعة الكبيرة العريقة تتصدر واجهة البرج الأسطواني المكسي بالفسيفساء الأزرق والأبيض، ومن أهم ما يضمه المسجد مكتبته العريقة التي تضم مئات الكتب الفقهية والعلمية النادرة.