الحكاية التاريخية لظهور الياميش في مصر

الحكاية التاريخية لظهور الياميش في مصر
الحكاية التاريخية لظهور الياميش في مصر

مع اقتراب حلول شهر رمضان تنتشر في الأسواق الكثير من المظاهر التي ترتبط بالاحتفال بهذا الشهر الكريم من فوانيس وزينة رمضان، وكعادة المصريين فإن أي مناسبة لابد أن يرتبط معها نوع أكل معين ويرتبط شهر رمضان بالياميش، وكلمة "ياميش" خلت منها القواميس العربية وقيل إنها تعني بالتركية الثمار الجافة.

اقرا ايضا|«فراشة» رمضان.. تفاصيل خامس موسم لـ«فوازير» نيللي

الياميش وراءها حكاية تاريخية، أجمع عليها المؤرخون وهي أن الياميش وجميع مظاهر رمضان الأخرى أخذوا طريقهم إلى مصر من حوالي 8 قرون ومع بداية الحكم الفاطمي لها، والسبب أن مصر كانت محاطة بالأعداء من جميع الجهات وقد أراد الفاطميون في هذه الفترة أن يظهروا بمظهر القوي المطمئن وإلى أن يخلقوا المناسبات ويثيروا جوا من البذخ والإسراف على الموائد ليظهروا أمام أعدائهم بالمرح والسرور والقوة.

بحثت مجلة «أخر ساعة» عن الأزمة الكاذبة للياميش التي يصنعها التخزين والشراء الزائد عن احتياجات البيت وتكون النتيجة الطبيعية أن تختفي أصناف الياميش بعض الأيام حتى تنزل كميات أخرى إلى الأسواق، والمهم أن الياميش موجود وبكثرة.

عن استيراد الياميش

مصر غنية بما يعوض عن قمر الدين مثلاً عصير البرتقال وخشاف البلح وخلافة، وقد مرت مصر في خمسينيات القرن الماضي بفترة انتقال تبني فيها للأجيال واستيراد مصنع في هذه الفترة أكثر نفعاً من الجري وراء استيراد الياميش.

الإسراف في هذه الأشياء قد يخرج رمضان عن طبيعته، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقضي وقته بعد العمل في المسجد ويعتكف ويكثر من الصلاة وقراءة القرآن.

مناقشة اقتصادية على الياميش

لابد من إعادة النظر في كل ما تستورده مصر لتوفير أكبر قدر من العملة الصعبة لاستيراد الآلات والأجهزة والمصانع، وقد آثار الياميش مناقشة اقتصادية عديدة وانقسم رجال الاقتصاد إلى ثلاثة أقسام: قسم يرى منعه بتاتا على أساس أنه شيء كمالي، وقسم يرى استيراده بكميات رمزية فقط، وقسم لا يرى منعه على الإطلاق.

وانتهت المناقشة بالتوفيق بين الآراء الثلاثة وتقرر أن يتم الاستيراد كل عام بما يكفي حاجة الناس المعتدلة، وبدلا من أن يتم استيراد ياميش بثلاثة وأربعة ملايين جنيه كما حدث في أحد الأعوام، وعلى هذا فقد تم استيراد ياميش من الهند ورومانيا والسودان وقبرص واليونان وإيطاليا وبلغاريا والعراق وسيلان.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة التعاونية الاستهلاكية أنه تم استيراد هذه الكمية حسب احتياجات الناس الحقيقية دون إسراف في الاستهلاك، وهي كميات تستورد وتباع وتسبب في حركة تجارية لا بأس بها والبلاد التي استوردنا منها لم نتعامل مع معظمها بالعملة الصعبة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم