قرابين لـ«الأسياد».. وقصص هوس التنقيب عن الآثار

أرشيفية
أرشيفية

هناك عديد من الجرائم شديدة الغرابة، تقع ويكون ضحيتها المنقبين عن الآثار، اللذين يسعون خلف هوس المال والثراء الفاحش، ويستخدمون كافة الطرق غير الشرعية، حتى يتمكنوا من الوصول إلى الكنوز المدفونة تحت الأرض، سواء باللجوء للسحرة، أو العرافين.
في هذا التقرير نرصد بعض الوقائع التي أسفرت عن جرائم بسبب التنقيب عن الآثار:

«كنز تحت المنزل»

في محافظة أسيوط أوهم دجال المنقبين عن الآثار أن كنز تحت منزلهم يتحرك ولا يستطيع إيقافه حتى يكون هناك إراقة للدماء أو مشاجرة كبيرة بين أهل المنزل حتى يوافق الجن - أو ما يطلقوا عليه «حارس الكنز» - ويتركه، ومن يخالف الأوامر يتحول إلى جبس وتراب، مستغلين بذلك هوس وفقر الباحثين عن الذهب والقطع الأثرية.

اقرأ أيضا|ضبط المتهمين بالتنقيب عن الآثار في البدرشين.. تسببوا في تصدع 12 عقارا

هذا ما جرى لـ «محمود أبو راس» المقيم في إحدى قرى محافظة الشرقية، والذي ورث عن والديه قطعة أرض تبلغ مساحتها 5 أفدنة، وفي عام 2005 من يملك قطعة أرض بهذه المساحة هو إذا من ميسوري الحال، إلا أن محمود غاب عنه عقله بعدما لجأ إلى السحرة للتنقيب عن الآثار أسفل منزله، وبالفعل أوهموه بأن الأمر حقيقي بعدما أخرجوا له عملة فرعونية لا يتجاوز ثمنها إلا آلاف معدودة، ومن هنا جن جنونه وبدأ في بيع قطعة الأرض جزء تلو الآخر حتى يستطيع أن يفي بمتطلبات السحرة، وبعدها اختفوا وتركوه بجلبابه الذي يرتديه بعدما خسر كل شيء وانتهى به الأمر مشردًا فقد عقله، وسط دهشة أهالي قريته.

«قتلى تحت التراب»

في الحارة الرباعية بالهضبة الوسطى نزلة السمان وتحديداً في عام 2009، قرر «أسامة عبد النبي، ومختار أحمد، الشيخ عصام، وعلى بسام بالتنقيب عن أثر فرعوني تحت المنزل، وعلى عمق 8 أمتار سقط الجميع داخل الحفرة وانهالت الأتربة عليهم» لتختلط دماءهم بوهم الثراء.
الصداقة جمعت المجني عليهم والطمع أيضا، حاولوا الاتفاق على التنقيب عن الآثار، لينتهي بهم الأمر جثث داخل تجويف صخري بعد بحث استمر أربعة أيام متواصلة وتم تسليم الموقع إلى مسئولي هيئة الآثار لاتخاذ الإجراءات بعدما تبين وجود آثار فرعونية.

«الكشاف»
 
لم يكن «محمد بخيت» صاحب الـ30 عاماً، يشعر بالرضا التام عن عمله في أحد المقاهي، لطالما راودته الأحلام في البحث عن فرصة للثراء، ومع انتشار البحث والتتقيب عن الآثار  استعان «بخيت» بأحد السحرة الذي يطلق عليه «الكشاف» للتنقيب أسفل منزله بحثاً عن كنز أثري بعدما سيطر عليه حلم الثراء السريع.

والغريب في الأمر أن ما قاله الدجال لمحمد كان صحيحاً بوجود إحدى المقابر الفرعونية التي تحوي بداخلها كنوزا باهظة الثمن، فانطلق محمد مالك العقار وبعض أصدقائه وأحد العمال للتنقيب أسفل العقار وعند الاقتراب من الكنز بعد ظهور بعض القطع الأثرية توغل مالك العقار ومرافقوه ومعه الكشاف لفتح المقبرة ولكن قبل أن يستخرجوا الكنز انهالت عليهم الأتربة لتبتلعهم الأرض التي أبت أن تبوح بأسرارها لهم.

«الأسياد»

حادث المنيا كان الأبشع والأغرب من نوعه، قبل 13 عاما استيقظ أهالي قرية شمس الدين ببني مزار على مذبحة راح ضحيتها 12 شخصاً رجالاً ونساءً وأطفالاً بهدف بتر الأعضاء التناسلية وتقديمها قربانا حتى يتم العثور على الكنز المفقود.


ومن ضمن هوس التنقيب عن الآثار هو ما كشف عنه صاحب أحد المحال التجارية بوجود مقبرة داخل محل عمله، وعندما أخذ رأي المشعوذين قالوا له إن الكنز لن يظهر إلا في حالة الإتيان بمرأة حائض تقف فوق المقبرة وحينها سيسمح لهم الحارس بالدخول، وهناك من يوهم المنقبين بأن الكنز لن يخرج إلا في حالة إراقة للدماء عن طريق ذبح طفل لا يبلغ سن الرشد، وهناك من يطلب فتاة بكر لمعاشرتها وبعد إراقة الدم يتم عمل التعويذات لطرد الجن حارس الكنز، أو من خلال ذبح قطة سواء لا يوجد بها نقطة بيضاء، وهنا تكون السذاجة والطمع عاملان مؤثران للرضوخ لهذه الطلبات التى يسقط خلالها الأرواح، وهنا انتشرت حالات خطف الأطفال في الجنوب، ويحكي البعض أن هناك من ذبح ابنه بحثاً عن الكنز ولم يصل إلى شيء، وبعدها أصابه الجنون.