أبعاد سياسية جديدة في المواجهة «الإسرائيلية– الإيرانية»

 موقع انفجار أربيل
موقع انفجار أربيل

تؤشر العناوين الرئيسية، إلى اقتراب المواجهة بين إسرائيل وإيران، ويدعم هذا التقدير اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، اليوم، لمراقبة تطورات الاتفاق النووى مع إيران، كذلك الضربات المتبادلة بين الطرفين خلال الآونة الأخيرة، بدأت بعمليات اغتيال لعلماء إيرانيين؛ واعتداءات بحرية، عُرفت بـ«سفينة مقابل سفينة»؛ وتفجير منشأة لتخصيب اليورانيوم فى «نتانز»؛ ورد إيراني باستهداف محطة لـ«الموساد» في قاعدة أمريكية بمطار أربيل شمال العراق.

فيما حرص كل طرف على إشغال دائرته الجماهيرية باشتعال الأوضاع، قلل فى المقابل من تأثيرات ضربات الآخر، وعظَّم قوة إصابته للهدف، ما كشف عن انزلاق الاشتباكات إلى أهداف غير مباشرة، فرَّغت تقدير المواجهة الوشيكة من مضمونها، وألقت بها فى مربع الحسابات السياسية؛ ففي حين تحاول إسرائيل تهيئة مسرح العمليات العسكرية ضد إيران، للحيلولة دون إحياء اتفاق 2015 النووي؛ فضلًا عن تسويق قدراتها الاستخباراتية، وترسيخ مفهوم تسللها إلى العمق الإيراني، وتمرير رسالة بهذا المضمون إلى الحلفاء الإقليميين الجدُد، تسعى طهران من جانبها إلى الضغط على تل أبيب وواشنطن، وإرباك المشهد إقليميًا، للتحرر من العقوبات المفروضة عليها، واستئناف المفاوضات النووية من وضعية القوة، خاصة بعد تحالفها الاستراتيجى مع الصين، وهو ما يرشح عمليات الطرفين لمزيد من التصعيد خلال المستقبل المنظور.. ربما كان استهداف منشأة «نتانز»، والرد عليه فى مطار أربيل، دليلًا على الانتقال من مربع المواجهة التقليدية إلى استعراض القوى؛ فرغم تقليل الرئيس الإيرانى حسن روحانى من تأثيرات عملية «نتانز»، وتأكيده مواصلة طهران تخصيب اليورانيوم بدرجة 60%، رأت تقديرات إسرائيل خروج المنشأة نسبيًا من الخدمة بعد تفجيرها، وأنه لم يعد بمقدور الإيرانيين تخصيب اليورانيوم بالنسبة التى يتحدث عنها روحاني.. تزامنًا مع تراشق التصريحات بين الجانبين، رأت دوائر فى تل أبيب أن الشخصيات التى ورطت إسرائيل دون داعٍ فى حرب الـ«51 يوما» فى قطاع غزة عام 2014، هى ذاتها التى تسعى لتكرار ما حدث منذ 7 سنوات، لتحقيق مآرب سياسية. وقصدت الدوائر بذلك نتانياهو، ووزير دفاعه بنى جانتس، ورئيس الأركان أڤيڤ كوخاڤى؛ فالأول والثانى حيَّدا خلافاتهما السياسية، وجلسا سويًا للتباحث حول ما أسمياه بـ«مستقبل المواجهة».. إذا كان جانتس يشعر فى تلك المباحثات بالتحقُّق وكسر حاجز تغييبه عن دائرة القرارات، فنتانياهو يهرب عبر المباحثات أيضًا من شقاق حاد بين معسكرات الصقور، وتهميش القضاء، ورائحة العنف السياسي؛ بالإضافة إلى ذلك موقفه الضعيف فى قضايا الفساد المنسوبة إليه، فكلما اقتربت محاكمته، وضاق الخناق حول رقبته، تنتشله حالة الطوارئ العسكرية، والتلويح بمواجهة وشيكة مع إيران من ورطة المحاكمة، ومن أزمة تشكيل الحكومة أيضًا.