بسم الله

نقيب متميز

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

الأصل فى العمل النقابى حماية المهنة واعضاء النقابة. وأن تكون فى منظومة وطنية تؤثر المصلحة العليا للوطن على ما دون ذلك. هكذا تعلمنا من الكاتب العظيم والنقيب الفذ الراحل مكرم محمد أحمد. كان من حظى السعيد أن أكون عضوا بمجلس النقابة مع نقيبين متميزين، الراحل ابراهيم نافع ثم من رحل بالأمس عن دنيانا مكرم محمد أحمد. وقد وفقنى الله للعمل بجدية واخلاص معهما من أجل خدمة الصحفيين والمهنة. ولست هنا فى مجال مقارنة بين النقيبين المحترمين فقد اجتهدا فى خدمة المهنة والاعضاء والدولة المصرية.
فى عهد مكرم استطاعت النقابة ان تحل أزمة الاسكان التى عانى منها الصحفيون، وكانت له علاقات مميزة بالوزير الانسان والمحترم حسب الله الكفراوى الذى أتاح لنا الحصول على الوحدات السكنية وقطع الاراضى المناسبة فى مشروعات الدولة، خاصة فى المدن الجديدة، ١٥ مايو و٦ أكتوبر والقاهرة الجديدة وغيرها. كنت أذهب مع الزملاء إلى المهندس الكفراوى ورؤساء المدن لتذليل أية عقبات فى استلام الشقق. كما كان للاستاذ مكرم علاقات مميزة برئيس بنك ناصر الراحل ناصف طاحون الذى تم الاتفاق معه لاقامة معرض للسلع المعمرة والاستهلاكية بمقر النقابة، وهو حدث تم لأول مرة، استطاع من خلاله الصحفيون ان يؤسسوا شققهم بالسلع المعمرة بخصومات كبيرة، وبالتقسيط لأول مرة بضمان النقابة. وكم كانت سعادتنا فى رؤية السعادة على وجوه الزملاء. ليس هذا فقط بل تمكن لأ ل مرة فى تاريخ النقابة من تيسير حصول الصحفيين على سيارات متنوعة بخصومات وتقسيط مريح. وكم كانت فرحة الزملاء بهذه الخدمات التى برع فيها النقيب الراحل وكنت ساعده الايمن فى ذلك. لم يكن الدور الخدمى فقط هو الشغل الشاغل لمكرم، بل كانت مواقفه الحاسمة من أجل المهنة وحريتها وقوتها ومواقفها السياسية والوطنية من أبرز ما قدم مكرم للمهنة والنقابة، وكان دعمه للاعضاء، مهما كان الاختلاف فى الرؤى، واضحا، وكنت مندوب مجلس النقابة فى التحقيقات التى تجريها النيابة العامة مع أى زميل متهم فى أية قضية دعما له.الاستاذ مكرم كاتب فذ، ورمز نقابى محترم، ندعو له بالرحمة والمغفرة ولآله الصبر والسكينة.
دعاء: اللهم ارحم أمواتنا جميعا.