فى الصميم

البعد عن «اللّمة» فى زمن الكورونا

جلال عارف
جلال عارف

من فضلكم.. «طنشوا» هذه الهجمة الدعائية التى تدعو إلى «اللمة» فى رمضان. «اللمة» جميلة فى رمضان وفى غير رمضان ولكن ليس فى ظل «كورونا» ولا فى قلب موجتها الثالثة التى قد تكون الأسوأ إذا لم ننتبه جميعاً إلى خطرها، ونعود للالتزام بتعليمات الوقاية التى قد تغنينا عن إجراءات أشد إذا حتمت الظروف ذلك!!
أرقام الإصابات تتزايد حتى فى الدول التى قطعت شوطاً لا بأس به فى استخدام اللقاحات. وهيئة الصحة العالمية تقول إن عدد الحالات الجديدة التى تسجل أسبوعياً تتضاعف منذ شهرين، وأننا نقترب من أعلى معدل إصابة شهده العالم منذ بدء الجائحة قبل نحو عام ونصف من الآن.
 ومع ارتفاع أعداد المصابين عندنا، فإن الأطباء يحذرون من أن الموجة الثالثة مازالت فى بدايتها، والأمر يستلزم التشديد على إجراءات الوقاية وتوعية المواطنين بعدم التهاون فى ذلك. فلا بديل أمامنا فى مواجهة هذه الموجة من هجمات الفيروس سوى الكمامة والنظافة، والتباعد المجتمعى وتجنب الزحام مهما كانت إغراءات «اللمة» خاصة فى ليالى رمضان المعظم.
البعد عن «اللمة» تزداد ضرورته مع الموجة الثالثة التى تتميز بسرعة الانتشار التى جعلت إصابة شخص ما تعنى انتقال العدوى لباقى العائلة بنسبة كبيرة.. فما بالنا إذا استجبنا لدعوة «اللمة فى رمضان» وأعطينا الفيروس الفرصة ليضاعف من ضحاياه؟!
وتزداد أهمية التباعد المجتمعى والبعد عن الزحام أو «اللمة» مع ما أعلنه العلماء أخيراً من تزايد الأدلة على أن فيروس كورونا ينتقل عبر الهواء، ومع احصائيات تقول أن ٤٠٪ من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض المعروفة. وهو ما يعنى أن «عطسة» واحدة من أحد هؤلاء قد تنتقل بالعدوى وسط «اللمة» إلى العشرات.
بعد هذه الهجمة الدعائية التى جاءت - فى التوقيت الخاطئ - لتدعو الى «اللمة».. هل نرى هجمة مرتدة يساهم فيها فنانونا الكبار تذكرّ الناس بالخطر وتدعوهم للالتزام باجراءات الوقاية ولنتقرب من الله فى الشهر الفضيل بأن يبعد الخطر عن أنفسنا وعن عائلاتنا؟.. لعل وعسى - وكل عام ومصر بخير.