أضواء

رمضان فى زمن الكورونا

عبدالله حسن
عبدالله حسن

شهر رمضان المبارك يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، ففى العام الماضى كانت جائحة الكورونا فى بدايتها، لم يتوقع العالم أن يكون هذا الوباء اللعين بهذه الشراسة ويحتار العلماء والأطباء ومراكز الأبحاث فى التوصل إلى اللقاح الناجع لعلاجه أو المصل المناسب للوقايةمنه.
 وشهد العام المنصرم سقوط عشرات الآلاف التى وصلت إلى الملايين سواء من الضحايا أو المصابين بهذا الوباء اللعين، وتأثر الإقتصاد العالمى فى أنحاء العالم بهذا الوباء فتوقفت المصانع والمؤسسات عن العمل وتراجعت السياحة إلى أدنى مستوياتها وترتب على ذلك تراجع اقتصاديات الدول التى كانت تعتمد على السياحة باعتبارها المصدر الرئيسى لدخلها، وفى نفس الوقت نجد الدول الكبرى تتنافس فيما بينها على من يستطيع أن يكون أول من ينتج اللقاح المناسب لمكافحة فيروس كوفيد ١٩ ويبدأ فى تسويقه فى أنحاء العالم ويحصد من وراء ذلك مليارات الدولارات عملا بمقولة مصائب قوم عند قوم فوائد، وشهر رمضان الذى بدأ فى مصر والعالم العربى والإسلامى يوم الثلاثاء الماضى جاء وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات بأن الموجة الثالثة لهذا الوباء قد بدأت أكثرشراسة من الموجتين السابقتين وأن احتمالات الإصابة ستتزايد خاصة بعد أن اكتشف الأطباء والباحثون أن الفيروس بدأ يتغير فى أشكاله وفى مهاجمة مناطق مختلفة فى جسم الإنسان بداية من جهاز التنفس والرئتين وصولا للأمعاء والجهاز الهضمى، وفى مصر تواصل الحكومة جهودها لتوفير اللقاح اللازم لمواجهة هذا الوباء وتم تزويد جميع المستشفيات بالعلاج اللازم وصرفه بالمجان للمواطنين والتأكيد على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات الإحترازية وارتداء الكمامات والإمتناع عن التجمعات الكبيرة فى الأماكن المغلقة والمساجد والكنائس، ومن الطبيعى أن يجد المصريون أن هذه الإجراءات تتعارض مع عاداتهم وتقاليدهم خاصة فى شهر رمضان المبارك فلابد أن تختفى موائد الرحمن التى عرفتها مصر طوال الأعوام الماضية وكذلك العزومات على الإفطار أو السحور والاعتكاف فى المساجد أو صلوات التراويح والتجمعات فى صلوات الجماعة وخاصة فى العشر الأواخر من رمضان، وأعتقد أنه من الضرورى أن نتخلى عن هذه العادات ولو مؤقتا فى هذا الشهر الكريم وتكون الصلوات فى المنازل والتصدق وإطعام المساكين دون التجمع فى موائد الرحمن حفاظا على الأرواح وتجنب المزيد من الإصابات حتى تزول هذه الغمة وتعود أجواء شهر رمضان المبارك كما عهدناها مناسبات غالية للصلوات والتسامح والتراحم بين بنى البشر فى كل مكان وكل رمضان ومصرنا الغالية فى أمان وسلام.