كل سبت

الصين وعرش العم سام

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

الصراع الصينى الأمريكى أخذ فى التزايد وبوتيرة سريعة فى السنوات الأخيرة مدعوما بطفرات اقتصادية وسياسية كبرى حققتها بكين فى العقد الاخير واتجاهها بقوة شرقا وغربا بشكل لم تشهده الصين منذ تأسيسها عام 1949 وعلاقة واشنطن وبكين متوترة دائما وتاريخيا بدأ التوتر فى علاقات البلدين مع تأسيس الدولة الصينية مرورا بالأزمة الكورية ثم  مضيق تايوان فى أغسطس 1954 والتى هدد فيها الرئيس الامريكى ايزنهاور بضرب الصين بالقنبلة النووية لكن وفى عام  2000وقع الرئيس الأمريكى الأسبق كلينتون قانون العلاقات الأمريكية الصينية وهو يمنح بكين علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الولايات المتحدة ويمهد الطريق أمام بكين  للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
لكن مع الانطلاقة الاقتصادية الضخمة للصين بدأ التوتر فى العلاقات يأخذ شكلا اخر من اتهامات لبكين بالقرصنة ثم قرارات ترامب وفرض جمارك على الواردات الصينية بقيمة 50 مليار دولار على الأقل وردت الصين بإجراءات انتقامية فى أبريل 2019 على مجموعة من المنتجات الأمريكية وكنا قريبين من حرب تجارية بين أكبر اقتصادات العالم ثم ظهرت ازمة واشنطن وعملاق الاتصالات الصينى شركة «هواوي» وساءت العلاقات بين بكين وواشطن إلى درجة لم تشهدها من قبل مع اتهامات لبكين بأنها مصدر وباء كورونا المرعب.
تايوان خط مواجهة آخر بين الصين وامريكا تسعى واشنطن للحفاظ علىها كمنطقة عازلة بين الصين والغرب وتحتفظ الصين باليد العليا فيها
وتايوان ستكون كاشفة لمدى مصداقية استراتيجية إدارة الرئيس بايدن حول الديمقراطية وحقوق الإنسان، هناك ملامح حرب باردة وبكين تقف مستعدة لإشعال العالم لو اقترب من تايوان او مناطق نفوذها ولم تعد الصين اليوم مثل الامس حتى طموحها وسياساتها تغيرت بشكل جذرى مدعومة بقوة المال والاقتصاد.
واشنطن تستخدم سلاح  حقوق الانسان للضغط على بكين وربما يكون هوالورقة الوحيدة فى يد ادارة الرئيس بايدن لكنها لم تعد مجدية مع بكين  خاصة ان الصين كشفت عن تقرير عن انتهاكات حقوق الانسان فى امريكا تصدره ردا على التقارير الأمريكية
الصراع الصينى الأمريكى ظاهره حقوق الانسان لكن باطنه وسره النمو الاقتصادى المرعب للصين بشكل يهدد عرش العم سام.